مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمام المشاركين في الدورة 60 للجمعية العمومية للأمم المتحدة

ألقى يوم أمس الثلاثاء مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوريه مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة الستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي عُقدت إحياء لذكرى المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.  وقال سيادته إن تذكار هذه الأحداث المأساوية هو واجب ومسؤولية جميع الشعوب والأمم، سيما في وقت تحيي فيه الجماعة الدولية الذكرى السنوية الستين لتحرير مخيمات الاعتقال النازية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة.

طيلة ستين سنة لم تغب عن ذهن الأسرة الدولية هذه الأحداث الأليمة، على الرغم من أن التاريخ ما يزال يعيد نفسه، وللأسف.  لقد شهد القرن العشرون، تابع رئيس الأساقفة ميليوريه يقول، عمليات إبادة وقتل جماعي وتطهير عرقي اتسعت رقعتها لتشمل أكثر من قارة.  وفي وقت نحيي فيه ذكرى المحرقة النازية، ينبغي أن نقطع وعداً بعدم توفير أي جهد يرمي إلى الحيلولة دون تكرار جرائم مروعة من هذا النوع في المستقبل.  يجب أن تشكل ذكرى المحرقة النازية رادعاً في وجه الأيديولوجيات التوتاليتارية التي تحقّر كرامة الكائن البشري وتميّز بين شخص وآخر على أساس العرق، أو اللون أو اللغة أو الدين.

لا يسعني في هذا الإطار إلاَّ أن أعرب مجدداً عن دعم الكرسي الرسولي لقرار مجلس الأمن رقم ألف وستمائة وأربعة وعشرين الذي يُدين التحريض على ممارسة الإرهاب، ويرفض كلّ محاولة ترمي إلى تبرير العمليات الإرهابية ... ودعا القرار المذكور الجماعة الدولية إلى ترسيخ أسس الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف الحضارات والأديان والثقافات. 

وتابع رئيس الأساقفة تشيليستينو ميليوريه يقول: مما لا شكّ فيه أن الخطوة الأولى الرامية إلى الحيلولة دون تكرار المحرقة النازية كانت "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".  لكن يتعين اليوم أن نتخذ مزيداً من الخطوات في هذا المجال.  هذا ثم ذكّر سيادته بالزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الأرض المقدسة في عام 2000، مشيراً إلى أن البابا فويتيوا شاء أن يزور نصب المحرقة النازية في القدس الـ"ياد فاشيم" ... كما أنه رفع الصلاة إلى الله على أقدام حائط المبكى، من أجل المغفرة وتوبة القلوب والعقول.