2005-10-30 13:27:16

قداسة البابا يذكِّر بالإحتفال بالذكرى السنوية 40 لإختتام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ويدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لمساعدة ضحايا الهزَّة الأرضية في كاشمير


كعادته ظهر كلِّ أحد، تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي مع مؤمنين كثر احتشدوا في ساحة القديس بطرس للإصغاء إلى كلمة الأب الأقدس ونيل بركته الرسولية. قال البابا:"لأربعين سنة خلت، وفي الثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر من عام 1965، عُقدت الجلسة السابعة للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وتبعتها ثلاث جلسات، في ما كانت الأخيرة في الثامن من شهر كانون الأول ديسمبر، تاريخ انتهاء أعمال المجمع. وفي المرحلة الأخيرة من ذاك الحدث الكنسي التاريخي، الذي بدأ قبل عامين، تمَّ التصديق على غالبية البيانات المجمعيَّة.

وأودُّ اليوم، أضاف البابا يقول، أن أُذكِّر بخمس قرارات وبيانات وقَّع عليها السعيد الذكر البابا بولس السادس وآباء المجمع في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول أكتوبر من عام 1965 وهي:القرار المجمعي في مهمَّة الأساقفة الراعويَّة؛ القرار المجمعي في تجديد الحياة الرهبانية وملائمتها؛ القرار المجمعي في التنشئة الكهنوتيَّة؛ البيان في التربية المسيحيَّة والبيان في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحيَّة.

وتابع قداسة البابا كلمته يقول:إنَّ المواضيع المتعلِّقة بتنشئة الكهنة والحياة المكرَّسة والمهمَّة الأسقفيَّة كانت محور أعمال الجمعيَّات العاديَّة 3 لسينودس الأساقفة في السنوات التالية: 1990، 1995 و 2001، وقد تمَّ خلالها التعمّق بتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني، كما تشهد على ذلك الإرشادات الرسوليَّة ما بعد السينودس لخلفي الحبيب خادم الله يوحنا بولس الثاني.

أمَّا البيان في التربية المسيحيَّة فهو أقل شهرة. وقد التزمت الكنيسة دومًا في تربية الشبيبة، وقد تحدَّث البيان المجمعي عن أهميتها الكبرى لحياة الإنسان والتقدّم الإجتماعي. واليوم أيضًا، تشدِّد الجماعة الكنسيَّة على أهميَّة وجود نظام تربوي يعترف بأوَّلية الإنسان كشخص منفتح على الحقيقة والخير. ويعتبر الوالدون المرَّبين الأوَّلين والأساسيين، ويلقون الدعم، وفقًا لمبدأ المساعدة، من المجتمع المدني. وهناك مهمَّة تربويَّة خاصَّة تتعلَّق بالكنيسة التي أوكل إليها المسيح مهمَّة التبشير "بطريق الحياة". وتسعى الكنيسة بطرق متنوعِّة، للقيام بهذه الرسالة: في العائلة والرعية، ومن خلال المؤسسات والحركات وفرق التنشئة والإلتزام الإنجيلي، وخصوصًا في المدارس والمعاهد والجامعات.

وأضاف الأب الأقدس يقول إنَّ البيان المجمعي في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحيَّة، (في عصرنا)، آني لأنَّه يتعلَّق بتصرف الجماعات الكنسيَّة إزاء الأديان غير المسيحيَّة. وانطلاقًا من مبدأ أنَّ جميع البشر يشكِّلون جماعة واحدة، وأنَّ من واجب الكنيسة تعزيز الوحدة والمحبَّة بين الشعوب، فإنَّ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني لا يرذل شيئًا ممَّا هو حقّ ومقدَّس في باقي الديانات، وهو يبشِّر الجميع بالمسيح "الطريق والحق والحياة"، وبه يجد الناس كمال الحياة الدينية. وفي البيان المجمعي في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحيَّة، قدَّم آباء المجمع بعض الحقائق الأساسيَّة: فقد ذكَّروا بوضوح بالرباط الذي يربط المسيحيين واليهود، وذكَّروا بالنظر بعين الإعتبار أيضًا للمسلمين وأتباع مختلف الديانات غير المسيحيَّة، وأكَّدوا على روح الأخوَّة الشاملة التي ترفض التمييز والإضطهاد الديني.

وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا: في وقت أدعوكم فيه إلى قراءة هذه البيانات والقرارات المجمعيَّة، أحثُّكم على الصلاة معًا مثل العذراء مريم، كيما تساعد جميع المؤمنين بالمسيح على إبقاء روح المجمع الفاتيكاني الثاني حيًّا، وللإسهام في بناء الأخوة الشاملة في العالم، التي تتجاوب مع إرادة الله حول الإنسان، المخلوق على صورة الله.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، قال البابا: كما نعلم، في الثامن من الجاري، ضربت هزَّة أرضية قوية منطقة كاشمير، سيَّما في الشطر الباكستاني، مسبِّبة مقتل أكثر من 50 ألف شخص وأضرارًا جسيمة. وكانت أشكال التضامن متنوِّعة، غير أنَّ الحاجة إلى المساعدات تبقى أكبر بكثير من تلك التي تمَّ تقديمها حتَّى الآن. ولهذا، أجدِّد ندائي إلى المجتمع الدولي، كيما تتضاعف الجهود لدعم السكان المنكوبين. وبعدها حيَّا قداسة البابا بندكتس السادس عشر المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات متعدِّدة وتمنَّى للجميع إمضاء يوم أحد سعيد.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.