2005-10-28 15:37:04

رسالة قداسة البابا لليوم العالمي 92 للمهاجر واللاجئ (15 كانون الثاني يناير)


عُقد صباح اليوم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي تمَّ خلاله تقديم رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر لليوم العالمي 92 للمهاجر واللاجئ لعام 2006، الموافق تاريخ الخامس عشر من كانون الثاني يناير، تحت عنوان: "الهجرات: علامة الأزمنة." قدَّم الرسالة نيافة الكردينال ستيفان فوميو هاماو رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين واللاجئين وأمين سر هذا المجلس الحبري، المطران أغوسطينو ماركيتو.

وقد استهلَّ الأب الأقدس رسالته بالمناسبة مذكِّرًا بالإحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لإختتام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ومسلِّطًا الضوء بنوع خاص على الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم، الذي بحث عن الطرق الملائمة لحمل رسالة الإنجيل إلى أناس اليوم. ولهذا السبب، قال الحبر الأعظم، وبقبول دعوة البابا الطوباوي يوحنا الثالث والعشرين، التزم آباء المجمع بتفحّص علامات الأزمنة وتفسيرها على ضوء الإنجيل، للإجابة بصورة ملائمة على أسئلة الناس الدائمة حول معنى الحياة الحاضرة والمستقبَلة، وحول العلاقات القائمة بينهما.

ومن بين علامات الأزمنة، أضاف البابا في رسالته يقول، هناك الهجرات. وبالنظر إلى مَن يهاجرون لأسباب اقتصاديَّة، تحدَّث الأب الأقدس عن ارتفاع عدد النساء بينهم. ففي الماضي، كان الرجال يهاجرون بنوع خاص، أمَّا المرأة فكانت تهاجر لترافق زوجَها أو والدها. أمَّا اليوم، فإنَّ الهجرة النسائيَّة تميل لتصبح أكثر استقلاليَّة. فالمرأة تهاجر وطنها بمفردها بحثًا عن عمل في الخارج.

وأشار قداسة البابا إلى أنَّ المرأة المهاجرة قد أصبحت أيضًا المصدر الرئيس للدخل، لعائلتها الخاصَّة. وإذا كان العمَّال المهاجرون هم ضعفاء، فالنساء هنَّ أضعف بكثير. أمَّا بيئة عملهنَّ فترتبط بنوع خاص بالعمل المنزلي ومساعدة المسنين والإعتناء بالأشخاص المرضى. وهي بيئات يُدعى فيها المسيحيون إلى الشهادة على حسن معاملة المرأة المهاجرة، احترامًا لأنوثتها واعترافًا بحقوقها.

وتابع قداسة البابا رسالته متحدِّثًا عن الإتِّجار بالبشر، سيَّما بالنساء، والذي ينمو حيث تقلّ فرص تحسين أوضاع حياتهم. وهناك في بعض الحالات، نساء وفتايات يتمّ استغلالهنَّ في العمل، كمستعبَدات. وذكَّر الحبر الأعظم بعدها بكلمات السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى النساء في التاسع والعشرين من حزيران يونيو من عام 95 حين ندَّد بثقافةٍ واسعة الإنتشار، تعتمد المتاجرة وتعزِّز استغلال الجنس.

وفي ما يتعلَّق بالنوع الآخر من المهاجرين، أي طالبي اللجوء واللاجئين، كتب البابا في رسالته يقول: إنَّ الكنيسة تنظر إلى هذا العالم المتألم بعيني يسوع الذي أخذته الشفَقة حين رأى الجموع رازحينَ كغنمٍ لا راعيَ لها (متى 9، 36). وأضاف قداسته يقول إنَّ الرجاء والشجاعة والمحبَّة يجب أن تكون مصدر إيحاء للإلتزام الضروري، الإنساني والمسيحي، لإغاثة إخوتنا وأخوتنا المتألمين. وعلى ضوء "علامات الأزمنة" الحالية، لا بدَّ من الإهتمام بنوع خاص بظاهرة الطلاب الأجانب، الآخذ عددهم بالإزدياد.

وفي ختام رسالته لليوم العالمي 92 للمهاجر واللاجئ لعام 2006، الموافق تاريخ الخامس عشر من كانون الثاني يناير، تحت عنوان: "الهجرات: علامة الأزمنة"، قال البابا بندكتس السادس عشر:عبر ابتهال العناية الإلهيَّة لجميع الذين تدفعهم رغبة المساهمة في تنمية مستقبل عدالة وسلام في العالم، ويضعون طاقاتهم في الحقل الراعوي لخدمة المهاجرين، أمنحُ الجميع بركتي الرسوليَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.