الكردينال سودانو يفتتح مركز مؤتمرات ماتيو ريتشي في جامعة الغريغوريانة الحبرية

افتتح أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان نيافة الكردينال أنجلو سودانو مساء أمس الثلاثاء مركز مؤتمرات ماتيو ريتشي في جامعة الغريغوريانة الحبريَّة بروما، وألقى كلمة بالمناسبة عبَّر فيها عن سروره الكبير بافتتاح مركز الأب ماتيو ريتشي الذي حمل إلى الصين العلم الذي حصَّله في المعهد الروماني الذي أسَّسه القديس إغناطيوس دي لويولا في عام 1551.

وتابع نيافته متحدِّثًا عن ماتيو ريتشي وقال إنَّه مؤسِّس الرسالة اليسوعيَّة في الصين. وُلد في ماشيراتا بإيطاليا في عام 1552 وتوفي في بكين في عام 1610. درس الرياضيات والجغرافيا في المعهد الروماني على يد الأب كلافيو. نال السيامة الكهنوتيَّة وأعلن الإنجيل في غويا بالهند، ومن ثمَّ في الصين، حيث تمكَّن من نشر بشارة الإنجيل أيضًا بين أعضاء العائلة الأمبراطورية. وعند وفاته في عام 1610، كان زهاء 25.000 صيني قد عانقوا المسيحيَّة.

وأنهى الكردينال أنجلو سودانو كلمته بالقول إنَّ الأب اليسوعي ماتيو ريتشي يشكِّل بالنسبة إلينا دافعًا للحوار بين الثقافات والأديان. وقد أعطت التربية الإغناطية في المعهد الروماني ثمارها حتَّى في الصين، بفضل عمل الأب ماتيو ريتشي. ولا يُراد فقط من تسمية مركز المؤتمرات هذا في جامعة الغريغوريانة الحبريَّة على اسمه التذكير بأنَّه كان طالبًا في المعهد الروماني، إنَّما الحثّ لحوار متجدِّد بين مَن يؤمن بالقيم المسيحيَّة ومن تنشأ في ثقافات أخرى. وعبر الخطّ الذي رسمه الأب ماتيو ريتشي، تستطيع جامعة الغريغوريانة أن تكون بيت الحوار بين جميع البشر ذوي الإرادة الحسنة.

وعلى هامش افتتاح مركز المؤتمرات ماتيو ريتشي قال الكردينال أنجلو سودانو إنَّ الكنيسة احترمت دومًا تاريخ الشعب الصيني وثقافته، وعبَّر عن أسف الأساقفة الذين شاركوا في أعمال السينودس بالفاتيكان لعدم حضور الأساقفة الصينين الأربعة الذين دعاهم الأب الأقدس، وتمنَّى، وكما قالوا هم أنفسهم في رسالتهم إلى قداسة البابا، أن يرونهم عمَّا قريب في روما. وتحدَّث الكردينال سودانو أيضًا عن أهميَّة الحريَّة الدينيَّة لكلِّ فرد، وقال إنَّ الكرسي الرسولي يمدُّ دومًا الجسور، لأنَّ الكنيسة تريد فقط نشر مبادئ إنجيل المسيح عبر احترام جميع البشر والثقافات.