2005-10-22 16:20:31

النداء الأخير للجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة في الفاتيكان

الإفخارستيا: الخبز الحَي لسلام العالم


   صدر صباح السّبت الجاري النداء الأخير للجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة في الفاتيكان، ويحمل عنوان:"الإفخارستيّة: الخبز الحَي لسلام العالم"، وذلك بعد أعمال دامت نحو عشرين يوماً عالج خلالها الآباء مع قداسة البابا شؤونًا كنسيّة عديدة، مركّزين على سرّ القربان المقدّس كمحور وينبوع لحياة الكنيسة ورسالتها.

   لم يوجّه الآباء نداءهم الأخير للمؤمنين الكاثوليك فقط لأنّه ثمرة عمل وتقاسم أخوي ضمّ الأساقفة والخبراء والمستمعين والمستمعات ومعهم ممثّلو الكنائس والجماعات الكنسيّة غير الكاثوليكيّة. واستُهلّ النداء بدعوة مسيحيّي مختلف الطوائف للصلاة بقوّة من أجل بلوغ يوم المصالحة ووحدة الكنيسة التامّة والمنظورة من خلال الاحتفال معاً بسرّ الذبيحة الإلهيّة.

   ويعتبر الآباء في ندائهم أعمال السينودوس محطّة هامّة تبادلوا فيها شهادات واختبارات الكنيسة الحيّة في مختلف القارّات، وأدركوا عن كثب الأوضاع المأسويّة والآلام التي سبّبتها الحروب والمجاعات وسائر أشكال الظلم والإرهاب التي تضرب يومياً حياة مئات الملايين من البشر.

   كما عبّر الآباء في ندائهم الأخير عن قلقهم الكبير لأوضاع العنف المتفجّرة في الشّرق الأوسط وأفريقيا التي تعاني من نسيان الرأي العام العالمي لها. ناهيك عن الكوارث الطبيعيّة التي تتكرّر بطريقة مرعبة تحث الجميع على النظر باحترام أكبر للطبيعة وعلى تدعيم ربط التضامن مع الشعوب المنكوبة.

   وكشف الآباء في ندائهم الأخير عن عدم تهرّبهم من مواجهة نتائج العلمنة الظاهرة بنوع خاص في الغرب، والتي تقود إلى اللامبالاة الدينيّة وإلى سائر أشكال النسبيّة، بالإضافة إلى تفشي حالات الظلم والفقر المدقع حيثما كان، وبنوع خاص في أميركا اللاتينيّة وأفريقيا وآسيا. إن كلّ هذه الآلام، جاء في النداء الأخير، تستصرخ ضمير البشريّة جمعاء.

   إن "القرية العالميّة" التي هي عالمنا، أضاف الآباء، مهدّدة بالدّمار الذّاتي بسبب الخطر البيئي الذي ترزح تحته، من هنا وجّه الآباء نداء إلى حكّام الأمم ومسؤوليها للعمل على تحقيق خير الجميع وحماية كرامة كلّ فرد منذ اللحظة الأولى للحبل به وحتّى موته الطبيعي، بالإضافة إلى سَنِّ قوانين تُعزّر احترام الحقّ الطبيعي للزواج والعائلة.

   ولم يُخفِ الآباء في ندائهم الأخير قلقهم من تدنّي عدد الدعوات الكهنوتيّة من أجل الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة يوم الأحد، طالبين من الجميع الصلاة والعمل على تعزيز راعويّة الدعوات الكهنوتيّة. نعم إن الأزمة الإيمانيّة لَبِسَت ثوب تراجع عدد الدعوات الكهنوتيّة وباتت تحدياً كبيراً يفرض على الكهنة الاحتفال مرّات عدّة بالذبيحة الإلهيّة وبذل تضحيات كُبرى للتنقّل من منطقة إلى أخرى من أجل تأمين حاجات المؤمنين الروحيّة مشكورين نظراً لحرمان عدد كبير من المؤمنين من نِعَمِ الذبيحة الإلهيّة بسبب غياب الكهنة.

   وحذّر آباء سينودوس الأساقفة في ندائهم الأخير من تجاوزات بعض الكهنة للأطر والقوانين الطقسيّة وكأنهم أسياد أمرهم بتحوير الليتورجيّة التي هي ملك الكنيسة. وختم الآباء نداءهم الأخير بذكر مشهدَين مهمَّين في التقليد المسيحي. المشهد الأوّل يشمل مسيحيّين من القرن الرابع ميلادي وهم شهداء أبيتيني بشمال أفريقيا الذين عُرفوا بعبارتهم الشّهيرة:"لا يُمكننا العيش بدون يوم الأحد"، والمشهد الثاني رواية تلميذَي عمّاوس اللذَين عرفا يسوع بعد كسر الخبز. وجدّد الآباء أخيراً التزامهم بالحوار المسكوني ومع الأديان الأخرى، وعن قربهم من جميع أبناء إبراهيم وبنوع خاص من اليهود والمُسلمين وختموا بالصّلاة من أجل أن يعمّ السلام المغمور بالرجاء الأرض كلها.








All the contents on this site are copyrighted ©.