2005-10-22 16:20:40

إنجيل الأحد 23 تشرين الأوّل أكتوبر 2005 وقفة تأمل أسبوعية حول كلمة الحياة


   "ووصلوا إلى أريحا. وبينما هو خارجٌ من أريحا، ومعه تلاميذه وجمعٌ كبير، كان ابن طيماوس وهو شحّاذٌ أعمى، جالساً على جانب الطّريق. فلمّا سَمِعَ بانَّهُ يسوع النَّاصري، أخذَ يَصيح:"رُحماكَ، يا يسوع ابنَ داود!". فانتهَرَهُ أُناسٌ كثيرونَ ليَسكُت، فصاح أشدَّ الصياح:"رُحماكَ، يا ابنَ داود!". فوقفَ يسوع وقالَ:"أدْعوه". فدَعَوا الأعمى قالوا له:"تشدَّد وقُم فإنَّهُ يَدعوكَ". فألقى عَنهُ رداءَهُ ووثَبَ وجاءَ إلى يسوع. فقال له يسوع:"ما حاجَتُكَ إليَّ؟ قال له الأعمى:"رابوني، أن أُبصِر". فقال له يسوعُ:"اذهَب! أبرأكَ إيمانُكَ". فأبصَرَ من وقتِهِ وتَبِعَه في سَيرِه".RealAudioMP3

 

التأمّل:

 

   في مسيرته نحو أورشليم، المدينة المُقدَّسة حيث ستتمُّ ساعة صلبه وموته وقيامته، بلغ يسوع مدينة أريحا، وهناك التقى برطيماوس الأعمى الذي راح يناديه متسوِّلاً الشفاء من يد ابن داود، فانتهره الجمع ليسكُت، فصاح أشدَّ الصياح "رحماك يا ابن داود".

   إنَّ هذا الأعمى على قارعة الطريق يُمثِّل عمى هذا الجمع ومعه الرُّسل، ولكنَّه أفضل منهم لأنَّه مدركٌ لعماه الجسدي ويرغب بالشفاء منه. أما الآخرون فرغبتهم لم تُصِب هدفها لأنَّهم يتبعون يسوع للسيطرة على السلطة الزَّمنية في أورشليم. الإنسان يريد أن يصنع بالله ما يشاء.

   نعم إنَّ هذا الأعمى على قارعة الطريق هو نحن. نسير وسط ليل العالم المُظلم بلا هدف يُحدِّد اتجاه سيرنا ويُنظِّم نشاطاتنا اليوميَّة... ولكن كالأعمى فلنُصغي إلى دعوة يسوع "أنا نور العالم" "فنتشدَّد ونقوم واثبين كالأعمى" طالبين منه الشفاء وعودة النور إلى بصائرنا.

   إنَّ إنجيل يسوع غير قادرٍ على أن يُصبِحَ نور العالم في زماننا الحاضر إذا لم تصرُخ جماهير الرُّسل التي ندَّعي تمثيلها، بوجه العالم أجمع قائلة:"تشدَّد وقُم فإنَّه يدعوك". لذا فلنتعلَّم أن نكون مُبصرين حقيقيِّين نتَّبع يسوع بوعي تام ومحبَّة كاملة.








All the contents on this site are copyrighted ©.