2005-10-17 11:37:28

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا بندكتس السادس عشر يتذكَّر يوحنا بولس الثاني في الذكرى 27 لإنتخابه حبرًا أعظم


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذي قصدوا ساحة القديس بطرس بالآلاف من مختلف أنحاء إيطاليا وبلدان العالم لسماع كلمة ا

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذي قصدوا ساحة القديس بطرس بالآلاف من مختلف أنحاء إيطاليا وبلدان العالم لسماع كلمة البابا التي تركزت على الذكرى السابعة والعشرين لانتخاب الكردينال كارول فويتيوا حبرا أعظم.

قال قداسته: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء. لسبع وعشرين سنة خلت دعا السيد الرب الكردينال كارول فويتيوا، رئيس أساقفة كراكوفيا، لخلافة يوحنا بولس الأول الذي توفي بعد أكثر من شهر بقليل على انتخابه. ومع يوحنا بولس الثاني بدأت إحدى أطول الحبريات في تاريخ الكنيسة أقر خلالها غير المسيحيين وغير المؤمنين بالسلطة الأدبية للبابا "الآتي من بلد بعيد". والدليل إلى هذا مشاعر العطف خلال مرضه والعزاء العميق بعد وفاته. وبالقرب من ضريحه في أقبية الفاتيكان يستمر بدون وقفة تدفق المؤمنين ما يشكل علامة بليغة لكون البابا المحبوب يوحنا بولس الثاني قد دخل قلوب الناس سيما لشهادة المحبة والتكريس في الألم التي أداها. لقد أعجبنا بقوة الإيمان والصلاة التي ميزته بالإضافة إلى اتكاله التام على مريم الكلية القداسة والتي رافقته بحمايتها دائما وبخاصة في الفترات الصعبة والمأسوية من حياته.

أضاف قداسة البابا يقول: بإمكاننا أن نصف يوحنا بولس الثاني حبرا أعظم كرس حياته كلها ليسوع بواسطة مريم كما ظهر هذا بوضوح في شعاره "كلي لكِ". تم انتخابه خلال شهر السبحة الوردية وأصبحت السبحة التي كانت دائما في يديه أحد رموز حبريته التي سهرت عليها العذراء مريم بمحبة الأم. ومن خلال الراديو والتلفزيون تمكن المؤمنون في مختلف أنحاء العالم من الاتحاد معه في الصلاة المريمية ومن اكتشاف المعنى الأصيل لهذه الصلاة بفضل مثاله وتعاليمه. في الواقع إن السبحة الوردية لا تقف محل التأمل في كلمة الله والصلاة الليتورجية إنما تشكل بالأحرى مرحلة تكميلية لها وأعني الاستعداد للاحتفال الإفخارستي ورفع الشكر لله. نتأمل مع مريم المسيح الذي نلتقي به في الإنجيل وفي الأسرار في مختلف مراحل حياته بفضل الأسرار الفرحة والأليمة. ولنتعلم في مدرسة الأم أن نثبت أنفسنا في الابن الإلهي ونعلن عنه من خلال التضحية بحياتنا. وإذا كانت الإفخارستيا بالنسبة للمسيحي محور يومه فإن السبحة الوردية تساهم بطريقة مميزة في توسيع الشركة مع المسيح والنظر إليه دائما كي يصل إلى الجميع شعاع محبته الرحيمة.

مضى البابا بندكتس السادس عشر إلى القول: كان البابا يوحنا بولس الثاني محبا للتأمل ومرسلا بفضل الاتحاد العميق بالله يغذيه السجود والإفخارستيا. وفي ساعة صلاة التبشير الملائكي العزيزة إلى قلبه يسرنا أن نتذكره في هذه الذكرى مجددين الشكر لله القدير الذي وهب الكنيسة والعالم يوحنا بولس الثاني خليفة لبطرس الرسول. فلتساعدنا العذراء مريم على الحفاظ على إرثه العظيم. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية. بعدها حي المؤمنين باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية والإيطالية متمنيا للجميع يوم أحد سعيد.

وبعد صلاة التبشير الملائكي استقبل قداسة البابا وفدا من المؤسسة البولندية المعنية بحقوق الإنسان في أوزفيش وسلم خلال اللقاء جائزة يوحنا بولس الثاني للأسقفين فاكلاف مالي من الجمهورية الشيكية و ستيفان ويلكانوفيش من بولندا. تمنح هذه الجائزة كل سنة تذكيرا بالنداء الذي أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني في 7 يونيو من عام 1979 من مخيم أوزفيش بيركيناو وذلك في اليوم المكرس له في بولندا "يوم البابا" في ذكرى انتخابه حبرا أعظم.            








All the contents on this site are copyrighted ©.