2005-10-15 15:54:10

رسالة قداسة البابا إلى مدير عام الفاو احتفالاً بيوم الأغذية العالمي 16 أكتوبر: الجوع في العالم ناتج أيضًا عن أنانية الإنسان


احتفالاً بيوم الأغذية العالمي الموافق تاريخ السادس عشر من أكتوبر تشرين الأول من كلِّ عام، وجَّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى مدير عام (الفاو) السيد جاك ضيوف قال فيها:"في هذه السنة التي تطبع الذكرى السنويَّة 60 لتأسيس منظَّمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة، يذكِّرنا الإحتفال باليوم العالمي للأغذية بأنَّ الجوع وسوء التغذية هما من بين أخطر المشاكل التي تؤثر حتى الآن على حياة العائلة البشرية."

وأشار البابا إلى واجب اهتمام المجتمع الدولي بملايين الأشخاص المحرومين من الغذاء الضروري، لأنَّ من واجبنا جميعًا الإعتناء بإخوتنا. فالجوع لا يتعلَّق فقط بالأوضاع الجغرافية والمناخيَّة، قال قداسته، لأنَّه ناتج أيضًا عن الإنسان نفسه وأنانيته التي تترجم بقساوة البنيات الإقتصاديَّة التي تهتم غالبًا بالربح إضافة إلى ممارسات ضدَّ الحياة البشريَّة وأنظمة أيديولوجيَّة تحوِّل الإنسان إلى آلة. إنَّ النمو العالمي الحقيقي، المنظَّم والكامل، والذي يرجوه الجميع، يتطلَّب التعرّف بطريقة موضوعيَّة على الأوضاع الإنسانيَّة وأسباب البؤس الحقيقية وتقديم الأجوبة الملموسة.

وتطرَّق الأب الأقدس في رسالته إلى السيد ضيوف إلى عنوان يوم الأغذية العالمي لهذا العام:"الزراعة وحوار الثقافات" وقال إنَّ العنوان المُختار يدعو إلى اعتبار الحوار أداة فعَّالة لتوفير شروط الأمن الغذائي. ويتطلَّب الحوار، أضاف قداسته في رسالته يقول، توحيد جهود الأفراد والأمم، من أجل خدمة الخير العام. فالتقارب المُرفق بالتعاون الفعَّال يستطيع الإسهام في بناء السَّلام الحق.

ومن الأهمية بمكان، قال البابا الإهتمام مباشرة بالأوضاع الإنسانيَّة بهدف الحفاظ على تعددية نماذج النمو وأشكال المساعدة التقنيَّة، وفقًا للظروف الخاصَّة بكلِّ دولة وجماعة. فالتقدّم التقني لا يكون فاعلاً إلاَّ إذا وجد مكانه في منظار واسع، حيث الإنسان يكون المحور، مع رغبة الإهتمام بحاجاته وطموحاته، لأنَّه وكما جاء في الكتاب المقدَّس:"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان." وهذا يسمح أيضًا لكلِّ شعب الإنتهال من إرث قيمه لمقاسمة ثرواته الخاصَّة، الروحية والماديَّة، مع الجميع.

وأشار البابا بندكتس السادس عشر في رسالته إلى أنَّ الأهداف التي تضعها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة لن تتحقَّق إلاَّ إذا أصبحت حماية الكرامة الإنسانيَّة، غاية الحقوق الإنسانيَّة، المعيار الذي يوجِّه جميع الجهود. إنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة التي تشارك في الأعمال الهادفة إلى بلوغ نمو متناغم ترغب بتشجيع نشاطات وجهود منظمة الفاو كيما تثير حوارًا حقيقيًا للثقافات وتساهم بالتالي في زيادة قدرة إطعام سكان العالم.

وفي ختام رسالته إلى مدير عام الفاو احتفالاً بيوم الأغذية العالمي الموافق يوم غد الأحد السادس عشر من أكتوبر ، سأل قداسة البابا الربَّ الكلي القدرة أن يبارك رسالة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة والتزام المسؤولين عنها وموظفيها، بهدف ضمان الخبز اليومي لكلِّ فرد من العائلة البشريَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.