2005-10-13 15:32:01

التقرير الأول بعد المناقشات لسينودوس الأساقفة يشدّد على تخطّي المواجهة بين العقيدة والرسالة، وبين اللاهوت والليتورجيّة


   المرحلة الأولى من أعمال الجمعيّة العامّة الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة المنعقدة منذ عشرة أيّام في الفاتيكان حطّت رحالها مع التقرير الأوّل ما بعد المناقشات الذي تلاه على الآباء الكردينال أنجلو سكولا بطريرك البندقيّة وقدّم خلاله للآباء عرضاً شاملاً ومقتضباً لأبرز ما جاء في المداخلات عارضاً باختصار للمشاكل التي برزت طوال الأيام التسعة من الأعمال دون الدخول في تفاصيلها.

   برز حسب التقرير أن معظم مداخلات الآباء ركّزت على تخطّي حالة المواجهة بين العقيدة والرسالة، وبين اللاهوت والليتورجيّة. لا وجود لعقيدة بعيدة عن واقع الحياة، ولا يُمكن التفكير بوجودٍ مسيحيٍّ واقعي بعيداً عن قاعدة الإيمان.

   كما ركّزت مداخلات أخرى على إظهار المصاعب الموضوعيّة التي يعاني منها الشّعب المسيحي المنغمس في ثقافة مُعلمنة، ومن بينها مسألة الإيمان والاحتفال بالذبيحة الإلهيّة. وعلى الرغم من هذه المصاعب فإن العالم لا يزال متعطّشاً للحقيقة والجمال، وهنا تقع على عاتق الرعاة مهمّة إعلان البشارة الجديدة بالإنجيل.

   ثمّ تطرّق الكردينال سكولا في تقريره إلى رباط القربان المقدّس كتقدمة سامية وحقّ المؤمنين تناوله وسواه من الأسرار من أيدي خدّام المذبح من رعاة وكهنة، لأنّه أسمى تعبير عن المحبّة المتبادلة بين الآب والابن والروح القدس... بعض مداخلات الآباء شدّدت أيضاً على أهمية الإعداد الملائم للمؤمنين من أجل تقبّل أسرار العماد والتثبيت والإفخارستيّة، بالإضافة إلى الربط بين سرّ القربان وسر الاعتراف ومسؤولية الأسقف في السهر على احترام الحياة الليتورجيّة في أبرشيته وخصوصاً الاحتفال بالقداس الإلهي. كما برزت أهميّة الرعيّة كبيت ومدرسة للصلاة، ومرجعيّة أساسيّة لشعب الله.

   موضوع آخر عالجه الآباء في مداخلاتهم أيضاً وهو الرابط بين سرّ القربان والرسالة، بحيث أن القربان هو ينبوع وحياة الرسالة، من هنا تبرز أهميّة العلاقة بين سر الإفخارستيّة والاستشهاد من أجل الإيمان، وبين هذا السرّ العظيم والحوار المسكوني، والحوار مع الثقافات. آباء آخرون سطّروا في مداخلاتهم البعد الإنساني والشمولي والاجتماعي لسرّ القربان المقدّس، وأشاد بعضهم بالتجديد الليتورجي الذي حقّقه المجمع الفاتيكاني الثّاني في حياة الكنيسة. كما أظهر البعض أهميّة الفن والهندسة في إنجاح العمل الليتورجي الذي تُعبّر من خلاله الكنيسة عن محبّتها وعبادتها لسيّدها الأوحد يسوع المسيح.

   وحول مشاركة المؤمنين بالذبيحة الإلهية شدّد بعض الآباء على ضرورة سهر المسؤولين الروحيّين لتجنّب خطر تحوّل هذه المشاركة إلى واجب خارجي وسطحي تجاه المجتمع، بل أن تكون على مثال مريم "امرأة الإفخارستيّة"، تفاعلاً حقيقياً مع جسد المسيح الحاضر بيننا تحت أعراض الخبز والخمر. إن طريقة عيش الإفخارستيّة لدى كلّ كنيسة خاصّة لا ينفصل عن ثقافتها وتاريخها. وأخيراً كان لمشكلة النقص بعدد الكهنة مكان كبير في مناقشات الآباء الذين نبّهوا من مغبّة تزايد احتفالات أيام الآحاد الليتورجيّة التي يرأسها العلمانيّون ويوزّعون خلالها القربان المقدّس على المؤمنين، إذ سطّر البعض أن هذه الاحتفالات لا تحل مكان الذبيحة الإلهيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.