2005-10-11 16:20:35

مداخلة المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأونيسكو بمناسبة إنعقاد الدورة 33 لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة


بمناسبة انعقاد أعمال الدورة الثالثة والثلاثين للأونيسكو في باريس، أجرى المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظمة الأمم المتَّحدة للتربية والعلم والثقافة المطران فرانشيسكو فولّو مداخلة ذكَّر في بدايتها برسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر، في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لزيارة سلفه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس مقرَّ الأونيسكو، في العاصمة الفرنسيَّة. ودعا الأب الأقدس في رسالته إلى العمل كيما يُعترف بحقِّ الإنسان في التربية والثقافة في كلِّ بقعة من بقاع الأرض، سيَّما في البلدان الأكثر فقرًا. وأشار المطران فولّو إلى أنَّ كلمات البابا بندكتس السادس عشر تعبِّر بجلاء عن أهميَّة وضْع جميع طاقاتنا لصالح تعزيز كرامة الإنسان واحترامها.

وحذَّر المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظَّمة الأونيسكو من خطورة تحويل الإنسان إلى مادة مخبريَّة وتحدَّث عن الحريَّة والعدالة وقال:إنَّ الحريَّة بلا عدالة، وكما يعلم الجميع، ليست سوى هيجان المصالح الخاصَّة. والعدالة بدون بحريَّة ليست سوى عدالة شكليَّة، عدالة الديكتاتوريات من كلِّ نوع. ولذا، لا بدَّ من تنمية الحريَّة والعدالة معًا. فبدون حريَّة وعدالة، ليس الإنسان إنسانًا بحقّ. وأشار المطران فولّو أيضًا إلى ضرورة ارتكاز الحرية والعدالة على الحقيقة في العلاقات المتبادلة بين البشر.

وفي ختام مداخلته تتطرَّق المطران فولّو إلى موضوع التربية وقال: إنَّ التربية المرتكزة إلى التنمية المتكاملة للكائن البشري ينبغي أن تنشِّئ الإنسان في جميع أبعاده. وليس الهدف الوحيد للتربية تنشئة المواطنين وحسب، إنَّما تنشئة أشخاص أحرار ومسؤولين، سيَّما في ما يتعلَّق بسلوكهم العاطفي والإجتماعي. وذكَّر المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأونيسكو بأنَّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر أكَّد مؤخرًا على أنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة ستقدِّم إسهامها الخاص في خدمة الجماعة البشريَّة، عبر توضيح العلاقة التي تجمع كلَّ إنسان بخالق كلِّ حياة، والتي تؤسِّس كرامة كلِّ كائن بشريٍّ، غير القابلة للتصرُّف، منذ اللحظة الأولى للحبل به وحتى موته الطبيعي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.