2005-10-11 16:20:53

الاحتفال المثمر بالذبيحة الإلهيّة موضوع عالجه آباء سينودوس الأساقفة في أعمال الجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة في الفاتيكان


   الاحتفال المثمر بالذبيحة الإلهيّة كان من بين المواضيع التي عالجها الآباء المشاركون في أعمال الجمعيّة العامّة الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة المنعقدة منذ أسبوع ونيّف في الفاتيكان. عالم اليوم وبالرغم من معاناته ومصاعبه المختلفة، لا يزال يتوق إلى السعادة والخبز المُحيي للروح والجسد. ولكن فقدان وضعف الإيمان يحملان الإنسان على البحث عن أوثان جديدة حاملاً على عاتقه تساؤلات وشكوك جوهريّة حول استمراريّة الحياة بعد الموت. إنّ جوهر ما تعلّمه الكنيسة وتُبشّر به هو قيامة الأجساد الذي تعلنه الإفخارستيّة وتقدّمه لكل مؤمن مسيحي. إن مهمّة القربان المقدّس هي إعلان وإحياء إنجيل قيامة الأجساد الذي بدونه تفرغ الإفخارستيّة من معناها الحقيقي وتتحوّل إلى عمل سحري وتنغلق في إطار العبادة العاطفية الفارغة من جوهر خلاص وتقديس الإنسان.

   كما سطّر بعض الآباء في مداخلاتهم ضرورة الاحتفال اللائق بالذبيحة الإلهيّة بطريقة تقرّب إنسان اليوم من هذا السرّ العظيم من خلال التربية الدائمة على فهمه واحترامه كذروة حياتنا الإيمانيّة. يجب الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة بعد استعداد روحي حقيقي سواء من قبل الكاهن أو من قبل المؤمنين، وهنا تبرز أهميّة الصوم الإفخارستي، والزياح الاحتفالي بالقربان المقدّس وعبادته والسجود له بصمت واحترام تامَّين.

   من بين المشاكل التي يواجهها المؤمنون في الرعايا أيضاً، كثرة التزامات الكهنة الخارجيّة التي تدفعهم أحياناً للإسراع في إتمام الذبيحة الإلهيّة وإهمال الطابع الاحتفالي الذي يليق بسر الإفخارستيّة، ذروة حياة الكنيسة ورسالتها. فالطعام لوحده لا يكفي، قال أحد الآباء، بل من واجب الكاهن الاستعداد بطريقة ملائم للذبيحة الإلهيّة دون الانغماس في متاهات الوقت ومحدوديّته لأنّ القربان المقدّس يفتح أمامنا طريق الخلود الذي لا نهاية له.

   وأخيراً توقّف بعض آباء السينودوس بقلق عند تنامي عدد احتفالات أيام الآحاد التي يرأسها شمامسة أو علمانيّون بسبب عدم توفّر الكهنة: إن ما يقوم به هؤلاء يدخل في إطار البركة، لذا فإن التساهل في إبدال القداس الإلهي بهذا النوع من الاحتفالات مقلق جدًّا ولا يجب أن يتمّ إلاّ في الحالات القصوى والضروريّة. ولم تَغِب عن بال الآباء مشكلة تفشّي البِدَع التي تُبعد المؤمنين عن الكنيسة الكاثوليكيّة، وضرورة التركيز على احترام يوم الأحد كيوم للرّب مكرّس للراحة من مشاغل الأسبوع وهمومه.








All the contents on this site are copyrighted ©.