2005-10-08 14:16:56

القربان المقدّس وكهنوت الخدمة موضوع عالجه آباء سينودوس الأساقفة في أعمال الجمعيّة العامّة الحادية عشرة في الفاتيكان


   القربان المقدّس وكهنوت الخدمة، موضوع عالجه آباء سينودوس الأساقفة في أعمال الجمعيّة العامّة الحادية عشرة المنعقدة في الفاتيكان منذ يوم الاثنَين الماضي.

   مواضيع عديدة تمّ التطرّق إليها لغاية اليوم ومن بينها مسألة مشاركة المؤمنين في الذبيحة الإلهيّة، وصورة الأسقف كمعلّمٍ لشعب الله على الصّلاة والليتورجيّة، إذ إنّ لتورجيّة الكلمة مهمّة جداً استعداداً لذبيحة الإفخارستيّة. كما تطرّق الآباء إلى النقص في عدد الكهنة الذي يمنع الكثير من الجماعات المسيحيّة من المشاركة في الذبيحة الإلهيّة. إن دور الكاهن إزكاء الرغبة في قلوب المؤمنين على سماع كلمة الله وإفساح المجال لهم بعد تناول القربان المقدّس على التأمّل عميقاً بغنى هذا السرّ العظيم.

   ثمّ سطّر بعض الآباء ضرورة إعداد وتربية الكهنة قبل كلّ شيء في المدارس الإكليريكيّة التي يستمدّ منها الطلاب كيفيّة الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة كما يفهمها ويعيشها المؤمنون. كما شدّد عدد من الأساقفة على التزام الكهنة بسماع الاعترافات لأنهم مسؤولون عن خلاص أنفس من يتقدّمون لتناول القربان المقدّس. فمن يتقدّم باستحقاق له الخلاص والمغفرة ومن يتقدّم عن غير استحقاق يجلب لنفسه الهلاك وللمسيح الصّلب مُجدّداً. إن تناول القربان يستوجب التوبة، والتوبة تستوجب الاعتراف الفردي للكاهن بالخطايا المرتكبة. على كهنة الرعايا ألاّ يتصرّفوا وكأن الإيمان بات مكتسباً لدى جميع أبناء الرعيّة بل على العكس عليهم إطلاق حملة تبشير جديدة بالإنجيل بسبب الجهل المستشري وسط الشبيبة لوجه المسيح وكنيسته.

   البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير تطرّق في مداخلته إلى موضوع بتوليّة الكهنة الكاثوليك مستنداً إلى الفصل الثاني من المداخلة الإعدادية للأعمال وجاء فيه:"من أجل تعويض النقص في الكهنة، يقوم البعض منقادين بالمبدأ القانوني القائل:"قمّة الشرائع خلاص النّفوس"، برسم مؤمنين متزوّجين ممتحنين بالإيمان والفضيلة، كهنة من أجل عدم ترك رعايا فارغة من الخدمة الكهنوتيّة.

   هناك مشكلة لا أحد يُمكنه أن يُنكرها، أضاف غبطته، وتستأهل التفكير بها بجديّة. في الكنيسة المارونيّة تقبل بالكهنة المتزوّجين. إن نصف الكهنة الأبرشيّين هم متزوّجون. ولكن علينا الإقرار بأن زواج الكهنة، وإن كان يحلّ مشكلة معيّنة فهو قد تسبّب أيضاً بمشاكل كبيرة. من واجب الكاهن المتزوّج، أضاف البطريرك صفير، الاهتمام بزوجته وأولاده، وتأمين التربية الصالحة لهم والضمان الاجتماعي لحياتهم. ومن بين المصاعب الأخرى هناك مشكلة عدم تفاهم الكاهن المتزوّج مع أبناء رعيّته، وبالرغم من ذلك فإن الأسقف عاجز عن نقله بسبب استحالة انتقال عائلته معه. ولكن بالرغم من كلّ هذه السلبيّات، فإن هؤلاء الكهنة المتزوّجين قد حافظوا على إيمان الشّعب وقاسموه أصعب وأحلك مراحل حياته، وبدونهم لضاع الإيمان وتبدّد.

   من ناحية أخرى أضاف الكردينال صفير في مداخلته أثناء أعمال السينودوس، إن البتوليّة هي الجوهرة الأثمن في كنز الكنيسة الكاثوليكيّة. ولكن كيف يُمكننا الحفاظ عليها في مناخ مُنفلتٍ أخلاقياً وجنسياً: عبر المجلات والإنترنت، والملصقات الدعائيّة والعروض السينمائية والتلفزيونيّة التي تضرب القيم عرض الحائط وتجرح العفّة في الصّميم. وأخيراً اعتبر غبطته أن إرسال كهنة من بلدان تتوفّر فيها الدعوات إلى أخرى تعاني نقصاً ليس بالحل المثالي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تقاليد وعادات وعقليات هؤلاء الكهنة. بعدها سأل غبطته الروح القدس أن يُلهم كنيسته إيجاد الوسائل الملائمة لحلّ هذه المشاكل.








All the contents on this site are copyrighted ©.