2005-10-03 15:30:31

"الإصلاح الأخوي" عنوان كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر في افتتاح أعمال الجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة


   "الإصلاح الأخوي ضروري لنصير كلّنا منفتحين وقادرين على رؤية نواقصنا فيُساعد كلٌّ منّا الآخر على اكتشاف حقيقته وكليّته كوسيلة بيد الله". بهذه العبارة افتتح قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم أعمال الجمعيّة العامة العادية الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة في قاعة السينودوس الجديدة في الفاتيكان.

   في كلمته الافتتاحيّة أثناء الجلسة العامّة الأولى للأعمال، دعا قداسة البابا الآباء المائتَين والستة والخمسين المشاركين إلى تبنّي إحدى الوسائل الأساسيّة للوحدة وهي "الإصلاح الأخوي"، فيساعد الواحد الآخر على اكتشاف نواقصه التي يغض الطرف عنها رافضاً مشاهدتها. وأضاف يقول:"ليس من السّهل إطلاقاً التعرّف إلى نواقصنا التي يُدركها الآخرون أكثر منّا. وهذا يتطلّب التواضع وعدم القفز فوق الآخر بل مساعدة بعضنا البعض".

   وفي هذا السياق، أضاف البابا، يُمكننا مساعدة بعضنا البعض بفعل حبٍّ عظيم، فعل عاطفة الوحدة الحقيقيّة. ومساعدة بعضنا البعض لا يجب أن تقتصر فقط على الإصلاح، بل على تعزية وتقاسم آلام الإخوة الغارقين في المصاعب. ثمّ سطّر الحبر الأعظم في كلمته ضرورة التعاون من أجل أن نتخطّى معاً المصاعب الناجمة عن حياتنا الراعويّة.

   إذاً بالإضافة إلى "الإصلاح الأخوي" أوصى البابا الأساقفة "بالتعزية الأخوية" أيضاً، وملازمة الإخوة الغارقين في عزلة داخليّة. فإن عشنا مشاعر السّلام العميقة، ختم قداسة البابا كلمته الافتتاحيّة لأعمال سينودوس الأساقفة، يُمكننا أن نصير رسل سلام في العالم أجمع.

   تميّزت أعمال الجلسة العامّة الأولى بتذكّر البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني عبر بثّ صوره وهو يُلقي عظة وجهها أثناء يوبيل العام الألفَين وشرح فيها آنذاك معنى المؤتمر القرباني الدولي.

   بعد كلمة البابا الافتتاحيّة جاءت مداخلة الأمين العام للسينودوس المطران نيكولا إيتيروفيتش عرض فيها آلية العمل العامّة من ثمّ تطرّق إلى المرحلة الفاصلة بين الجمعيّة العامّة العاديّة العاشرة والحادية عشرة وكيفيّة الاستعداد لها. ثمّ شرح سيادته الطريقة الجديدة لإدارة أعمال السينودوس وعرض في الختام نشاطات الأمانة العامّة لسينودوس الأساقفة.

   بعد الأمين العام كانت مداخلة لرئيس الجلسة المنتدب الكردينال فرنسيس أرينزي شكر في مستهلّها الله على اختياره حبريّة بندكتس السادس عشر في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها العالم والكنيسة لتأتي مكمّلة لحبريّة البابا الراحل يوحنّا بولس الثاني الذي دعا بحدسه النبوي لإقامة الجمعيّة العامّة الحالية حول سر الإفخارستية كينبوع وذروة حياة ورسالة الكنيسة. ثمّ ذكَّرَ نيافته البابا بندكتس السادس عشر بالكلمة التي ألقاه في القداس الأوّل الذي رئسه في كابللة السيكستين في اليوم التالي لانتخابه حبراً أعظم وتحديداً في العشرين من شهر نيسان أبريل الماضي. قال البابا آنذاك:"إنّه لَمِن المعبّر كثيراً أن تبدأ حبريّتَي في مرحلة تعيش فيها الكنيسة سنة خاصّة مُكرّسة للإفخارستية. القربان المقدّس هو قلب الحياة المسيحيّة وينبوع رسالة الكنيسة التبشيريّة، وهو المحور والمَعين الدائم للخدمة البطرسيّة التي أُسندت إليّ".

   ثمّ سأل الكردينال فرنسيس أرينزي في ختام كلمته شفاعة العذراء مريم "امرأة الإفخارستية" لنجاح الأعمال، طالباً من الروح القدس أن يمنح المشاركين النور والإيمان والحكمة والمحبّة الراعويّة والجرأة الإنجيليّة وفرح البشارة، ليقوموا بواجباتهم طوال أسابيع العمل الثلاثة من أجل خير شعب الله المقدّس.

   في ختام أعمال الجلسة العامّة الصباحيّة عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة العشرين ظهراً، أعلم البابا أمين عام السينودوس بعدم حضوره أعمال الجلسة العامّة بعض الظهر لأسباب خاصّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.