قداسة البابا يلتقي عائلة القديس بولس الرهبانيّة التي تُعنى بنشر الإنجيل عبر وسائل الاتصالات الاجتماعيّة

   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر السّبت الجاري في قاعة الكليمينتينا بالفاتيكان عائلة القديس بولس الرهبانيّة ووجه لضيوفه كلمة شكر في مستهلّها رئيس عام الجمعيّة ومجلس مستشاريه على خدمتهم في نشر كلمة الإنجيل عبر وسائل الاتّصالات الحديثة مُتشبّهين بمؤسّسهم الطوباوي جاكومو ألبيريوني.

   ثم خصّ البابا بكلمته أسرة مجلّة "العائلة المسيحيّة" التي تسهر على نشرها جمعيّة القدّيس بولس وغيرها من المطبوعات، بالإضافة إلى دار النّشر والمكاتب المنتشرة على كامل التراب  الإيطالي، ناهيك عن قطاع المرئي والمسموع. ووصف البابا خدمة رهبان القديس بولس بالمتقدّمة في حقل واسع ومتشعّب يوفّر فرصاً كثيرة ويتطلّب في الآن معاً مواجهة مشاكل جمّة تتعلّق بكثرة الأعمال وتهيئة كوادر تتمتّع بالجدارة والتأقلم مع كلّ جديد للإجابة الملائمة على تحديات عالمنا الحاضر الذي صار "قرية كونيّة".

   إن إعلان الإنجيل باستخدام وسائل الإعلام الحديثة، أضاف البابا، والدخول إلى كلّ بيت ومسكن يتطلّب التزاماً شخصياً بتعاليم يسوع المسيح والتركيز على دور القربان المقدّس وكلمة الله في بناء حياة روحيّة صلبة وغنيّة بالاتّزان والتمييز، على غرار شفيع الجمعيّة القديس بولس الذي تمكّن وهو يُبشّر اليونانيّين في أريوباغوس أثينا من دمج كلمة الإنجيل في الإطار الثقافي المحيط به دون التخلّي عن جرأته وصراحته بإظهار الجديد المُطلق الذي هو يسوع المسيح.

   بعدها ذكّر البابا أبناء الجمعيّة بوصيّة مؤسسّهم الطوباوي ألبيريوني الذي كان يردّدها دائماً لأبنائه الروحيّين:"ليكن كل واحد منكم القديس بولس اليوم، ويتبنّى روحانيّة وطريقة رسول الأمم في عمل البشارة بالإنجيل...". ثم سطّر قداسته عطف الأحبار الأعظمين السابقين الذي لفّ عائلة القديس بولس الرهبانيّة، وتشجيعهم لأبنائها بالسّير أمينين لموهبتهم التي تُغني الجماعة الكنسيّة بأسرها وتتلخّص بعيش وتقديم يسوع المسيح المعلّم والطريق والحق والحياة إلى عالم اليوم، بواسطة وسائل الاتصالات الاجتماعيّة التي ساهمت كثيراً في نشر كلمة الإنجيل وتربية الضمائر حسب تعاليم الكنيسة.

   وفي ختام كلمته سلّم البابا عائلة القديس بولس الرهبانيّة إلى شفاعة العذراء مريم، مثالنا الأسمى في قبول الكلمة الإلهيّة وتقديمها كاملة إلى العالم. بعدها منح قداسته الجميع بركته الرّسولية.