2005-10-01 16:08:34

إنجيل الأحد 2 تشرين الأوّل أكتوبر 2005 وقفة تأمل حول كلمة الحياة


وقفة تأمّل حول كلمة الحياة

 

      "...فدنا بعضُ الفِريسيِّينَ وسألوه ليُجرِّبوه:"أيَحِلُّ للزوجِ أن يُطَلِّقَ امرأتَه؟" فأجابهم:"بماذا أوصاكُم موسى؟" قالوا:"إنَّ موسى رَخَّصَ أن يُكتَبَ لها كِتابُ طلاقٍ وتُسرَّح". فقال لهم يسوع:"من أجل قساوَة قلوبِكُم كَتَبَ لَكُم هذه الوصيَّة.

   فمنذُ بدء الخَليقة "جعلهما ذَكَراً وأُنثى. ولِذَلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباهُ وأُمَّهُ ويَصيرُ الإثنانِ جسداً واحداً... ولا يُفرِّق الإنسان ما جَمَعَهُ الله". من طلَّقَ امرأتَهُ وتزوَّجَ غيرَها زَنى عليها. وإن طلَّقَتِ امرأةٌ زَوجَها وتزوَّجَت غيرهُ زَنَت". (مرقس:10،2 –12)

 

التأمُّل:RealAudioMP3

 

   إنَّ كلمة الله في إنجيل هذا الأحد، تضعنا أمام واقع خطير وأليم يتخبَّطُ به مُجتمَعُ اليوم. ألا وهو أزمة الانفصال الزوجي بين الرجل المرأة لأسباب عديدة ومُتشعِّبة، وبنوع خاص في المجتمعات المسيحيَّة، حيث فُقِدَت قيمة مُهِمَّة وهي عدم انحلاليَّة الزواج الذي لا ينحصر فقط بالعقيدة المسيحيَّة إنما هو قانون مُتجذِّرٌ في الحبّ. والحب الحقيقي يجب أن يكون بطبيعته خالداً لأنَّ قلب الإنسان لا يشبع من الحبّ.

   ذكراً وأنثى جعلهما منذ البدء، وعلى صورته ومثاله خلقهما. الله واحد وثالوث رباطُهُ الحبّ الأبدي، كذلك يصير الرجل والمرأة جسداً واحداً، ولا يُفرِّقُ الإنسان ما جمَعَه الله.

   ونتساءل، كيف يُمكن مواجهة مصاعب الحياة الزوجيَّة؟ كيف يُمكن تخطيِّها؟ والجواب الوحيد والصالح للمسيحي يكمنُ في سرّ الزواج المُقدَّس الذي يُمنَحُ فيه على الدوام الروح القدس الذي يُعطي حبَّنا البشري الضعيف قوَّة الحب الإلهي، بمجانية تامَّة وقادرة على إنقاذ الزوجَين من الانغلاق الأناني أساس كلِّ صراع داخلي. سرّ الزواج لا يُعطي الزوجَين نعمة مؤقَّتة بل نعمة لا يحدُّها سوى الموت، وغذاؤها الوحيد هو الإيمان، والصلاة اليوميَّة، والمُثابرة على ممارسة أسرار الكنيسة وتربية عائلة مسيحيَّة صالحة تحترم الحياة بكلِّ أشكالها.








All the contents on this site are copyrighted ©.