2005-09-29 16:50:31

رسالة قداسة البابا إلى المشاركين في الجمعيّة العامّة لمجلس مؤسّسات الحياة المُكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية


   بمناسبة انعقاد أعمال الجمعيّة العامّة لمجمع مؤسّسات الحياة المُكرّسة وجمعيات الحياة الرّسولية، التي اختُتِمَت يوم أمس في الفاتيكان، وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى المشاركين شكر في مستهلّها رئيس المجمع المطران فرانك روديه ومعاونيه على مساعدته شخصياً في خدمة المُكرّسين والمكرّسات الذين اختاروا اتباع المسيح على دروب المشورات الإنجيليّة وبإلهامات الروح القدس.

   إنّ تاريخ الكنيسة، كتب البابا، مطبوع بتدخّلات الروح القدس التي لم تُغنِهِ وحسب بمواهب الحكمة والنبوءة والقداسة، بل زوّدته أيضاً بأشكال جديدة من الحياة الرهبانيّة من خلال عمل مؤسّسين ومؤسِّسات نقلوا إلى أبناء وبنات عائلاتهم الروحيّة مواهبهم الخاصّة. وبفضلهم، أضاف البابا، يقدّم الرهبان والمكرّسون في الأديار والمراكز الروحيّة، واحات تأمّل ومدارس صلاة وتربية على الإيمان ومرافقة روحيّة. كما وتتابع هذه المؤسّسات الرهبانيّة عمل التبشير العظيم بالإنجيل من خلال الشهادة له في كلّ القارّات، بسخاء كبير وجرأة إيمانيّة وتضحيّة بالذات تصل أحياناً كثيرة إلى درجة الاستشهاد.

   يُكرّس الرهبان وقتهم للتعليم الديني والتربية وتعزيز الثقافة ووسائل الإعلام، ويقفون إلى جانب الشباب وعائلاتهم، والفقراء والمُسنّين والمرضى والمنزوين. ما من مجال كنسي وإنساني لا يوجد فيه هؤلاء الرهبان وإن بطريقة صامتة أحياناً، بل فاعلة وخلاّقة كاستمراريّة حضور يسوع الذي بمروره في المدن والقرى كان يصنع الخير للجميع. وأعرب البابا عن اعتراف وتقدير الكنيسة لشهادة الأمانة والقداسة التي يُقدّمها أعضاء كثر في مؤسسات الحياة المُكرّسة خدمة لشعب الله.

   ثمّ تطرّق البابا في رسالته إلى التجارب والصعاب التي تعاني منها الحياة المُكرّسة اليوم كغيرها من الحقول في حياة الكنيسة. إنّ كنز موهبة الله العظيم محفوظ في أوانٍ من خزفٍ، والشرّ يبحث دوماً عن سقوط أولئك الذين كرّسوا حياتهم بكليّتها لله. ولم يشأ قداسته تعداد المشاكل التي يعانيها المكرّسون اليوم إنما عبّر عن قرب الكنيسة وعنايتها ومحبّتها لهم لأنّ حياتهم تقف في بداية الألف الجديد أمام تحديات كبيرة لا يُمكن مواجهتها إلاّ بدعم سائر شعب الله ورعاته وفي هذا الإطار ركّز البابا على المواضيع الثلاثة الرئيسيّة التي عالجتها الجمعيّة العامّة:

ـ الموضوع الأوّل يتعلّق بممارسة السلطة كخدمة ضروريّة وثمينة لتأمين حياة أخويّة حقيقيّة في مسيرة البحث عن مشيئة الله؛

ـ الموضوع الثاني يعالج مسألة شروط التمييز والموافقة على أشكال جديدة من الحياة المُكرّسة، والحكم على استقامتها وصلاحها، إنها مسؤولية تقع على عاتق الرعاة في اعتبار ما هو صالح وما هو مرفوض دون الانغلاق على مواهب الروح التي لا تنضب؛

ـ والموضوع الثالث الذي عالجه المشاركون في الأعمال، يتعلّق بالحياة الديريّة الرهبانيّة وكيفيّة تفعيل عيش اختبارها في الألف الجديد لكون الكنيسة بحاجة لهذه الشهادة الرائعة في جعل الله فوق كلّ اهتمامات حياتنا مقدّمين له التسبيح والعبادة والخدمة والمحبة بكل ما أوتينا من قوى عقليّة روحيّة وعاطفيّة.

   ثم ختم البابا رسالته طالباً شفاعة العذراء مريم لكل مكرسي ومكرّسات العالم ومانحاً الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.