2005-09-27 16:42:43

أربعون عاماً على الإعلان المجمعي "في عصرنا" بشأن الحوار بين الأديان


تدور في جامعة الغريغوريانا الحبريّة في روما أعمال مؤتمر دولي بمناسبة الذكرى الأربعين على تصديق إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني "في عصرنا" حول علاقات الكنيسة الكاثوليكيّة بالأديان غير المسيحيّة.

   عمّا حمله الإعلان المجمعي من جديد للكنيسة بعد أربعين سنة على صدوره، قال المطران مايكل فيتسجيرالد، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، إنّ الكلمة المفتاح هي "الاحترام"، أي احترام أتباع الديانات الأخرى لأنّ لديهم قيمًا تحوي شيئاً من الحقيقة ويمتلكون تقاليد طيّبة. الإعلان المجمعي في عصرنا يؤكّد على أن الكنيسة تنظر باحترام لهؤلاء الأشخاص وتقدّر ومضات الحقيقة الكامنة في تقاليدهم المختلفة.

   وفي ردٍّ على سؤال حول التغيّرات التي حقّقها الإعلان المجمعي خلال أربعين عاماً، قال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، طوال هذه الفترة تمّ تطبيق مبدأ الاحترام، وخصوصاً في نشاطات الأحبار الأعظمين، بولس السادس ويوحنّا بولس الثّاني، وأيضاً مع بندكتس السادس عشر في استقباله البعثات الدينيّة في بداية حبريّته، وزيارته إلى الكنيس اليهودي في كولونيا، ولقائه مع ممثّلي الجماعات المُسلمة في ألمانيا. لقد عبّر البابا دائماً عن استعداده التام لقبول الآخرين وعن الرغبة بالتعاون مع عالم اليوم.

   وأردف سيادته مؤكّداً أنّ الحوار مع باقي الأديان الأخرى لا يعني التخلّي عن هويّتنا المسيحيّة والكاثوليكيّة لتسهيل علاقاتنا مع الآخرين. إن الاختلافات بين الأديان تدفع الكنيسة لاكتشاف أكبر لعظمة إيمانها وبنوع سرّ تجسّد المسيح ابن الله على أرض شقائنا ورسم للجميع طريق الخلاص. إن الحوار مع الأديان الأخرى لا يُدمّر هذه الحقيقة الإيمانيّة إنما يدفعها إلى الواجهة.

   وفي نظرة شموليّة على العلاقات مع المسلمين، قال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المطران مايكل فيتسجيرالد: أعتقد أن العلاقات مع المسلمين قد تنامت في السنوات الأربعين المنصرمة، إذ زاد اهتمام المسلمين من جهة كما وزادت مبادراتهم حيال الكنيسة من جهة أخرى. لقد تمّ وضع هيكليّة حوار ثابتة، المجلس البابوي من جهته أنشأ لجنتَين دائمتَين للعلاقات مع المُسلمين، تعالج بطريقة مستمرّة المشاكل التي يوجهها عالم اليوم...

   وحول التوفيق بين الحوار وإعلان الإنجيل قال سيادته، إنّ الحوار لا يُخفّف من دفع إعلان الإنجيل، فالمسيحي أيضاً مدعو للحوار مع ذاته وحول هويته، لذا لا يجب أن يخاف من الشهادة لإيمانه فكلمة الإنجيل تَعبر الثقافات دون أن تمسّها بجوهرها. إعلان كلمة الإنجيل هو حوار مع العالم، وهو معرفة التمييز مرحلة احترام خيارات الآخرين الدينيّة ومرحلة دعوتهم لاعتناق الحياة المسيحيّة. من حق كلّ واحد البحث عن الحقيقة ولكن حسب ضميره الشخصي. والإعلان المجمعي "في عصرنا"، ختم سيادته، يحترم ضمائر من ينتمون إلى الديانات الأخرى.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.