2005-09-26 15:57:05

ندوة دراسيَّة في الفاتيكان بمناسبة الذكرى السنويَّة الأربعين على صدور الدستور المجمعي "المحبّة الكاملة" حول الحياة المكرّسة في الكنيسة


   بدأت صباح هذا الاثنين في الفاتيكان أعمال الندوة الدراسيّة بمناسبة الذكرى السنويّة الأربعين على صدور دستور المجمع الفاتيكاني الثّاني "المحبّة الكاملة"، حول الحياة المُكرّسة في الكنيسة.

   أربعون عاماً مضوا على دستور راعوي عالج شؤون الحياة الرهبانيّة وحمل إلى حناياها العريقة تجدّداً كبيراً تحدّث عنه في مقابلة مع إذاعتنا رئيس مجمع مؤسّسات الحياة الرهبانيّة والجمعيات الإرساليّة المطران فرانك روديه الذي أكّد في مستهلّ حديثه أنّ المجمع الفاتيكاني الثاني بدساتيره الراعويّة استعاد حوار الكنيسة مع العالم المعاصر. الدستور الراعوي "نور الأمم"، أضاف سيادته، رسم في فصله الرابع الطريق من أجل البحث عن الوجه الحقيقي للحياة المُكرّسة في الكنيسة والعالم. وأراد آباء المجمع إكمال الصورة الرهبانيّة بمستند جديد هو "المحبّة الكاملة"، حدَّدوا فيه الهدف الرئيسي للحياة الرهبانيّة وهو "بلوغ الكمال من خلال عيش المشورات الإنجيليّة، أي النذور الرهبانيّة، العفّة والطاعة والفقر، وسعوا لإضفاء دفع جديد قادر على إعطاء النظام الرهباني قيمة تكريس وحيويّة إرساليّة.

   ومن بين الوسائل التي حدَّدها دستور "المحبّة الكاملة":

-       العودة إلى الجذور الإنجيليّة: أي اتباع المسيح الجذري؛

-       المحافظة الحيويّة على الأصول الأساسيّة والتقاليد الصحيحة لكل مؤسّسة رهبانيّة؛

-       الالتحام العاطفي والواقعي بالكنيسة وتحمّل المسؤوليات الرّسولية في قلبها؛

-       الحوار المتجدّد مع العالم ومع واقع البشر الذين يتألّمون؛

-       الشهادة الساطعة بالانتماء ليسوع المسيح بواسطة المشورات الإنجيليّة، انطلاقاً من ارتداد القلب والعيش حسب تعاليم الإنجيل.

   وعن أبرز المصاعب التي تواجهها الحياة المُكرسّة في أيامنا الحاضرة، قال سيادة المطران روديه إنّ مسيرة السنين المنصرمة، وبالرغم من خصبها بالحياة وبالقداسة، كانت شبه معركة تركت آثار جروحها في المؤسسات الرهبانيّة والإرساليّة. وجميعنا يدرك التجارب والمطهر الذي تمرّ به اليوم هذه المؤسّسات. ويسود شعور بأنَّ بعض المُكرّسين قد فقدوا المعنى العميق لتكرُّسهم، أي العطاء الكلي لله، مُبدّلين هذا العنصر الجوهري في حياتهم بأشكال متعدّدة من النشاطات داخل الجماعة الكنسيّة أو المجتمعات المدنيّة.

   في الحياة الكنسيّة أحياناً لا يُفلح الرابط الطبيعي للرهبان والراهبان بمؤسساتهم الرهبانيّة ومواهبهم الإنسانيّة مع البرامج الراعويّة في الكنائس الخاصّة، خصوصاً وأن بعض الأساقفة يصعب عليهم فهم المؤسّسات الرهبانيّة كطاقة راعويّة منحها الروح القدس لأبرشيّته.

     زد إلى ذلك، أضاف سيادة المطران روديه، تدنّي عدد أعضاء المؤسسات الرهبانيّة وتقدّم قسم كبير منهم في السن في أنحاء عديدة من العالم، ممّا يستدعي التساؤل:هل لا تزال الحياة الرهبانيّة شهادة مرئية لملكوت الله وقادرة على جذب الشباب؟ خصوصاً وأن الألف الثالث، كما يقول البعض، سيكون أبطاله العلمانيّون. على هذا السؤال يُجيب البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني بأن الحياة الرهبانيّة لها تاريخ عظيم علينا بناؤه جميعنا بالتعاون مع كلّ المؤمنين، لنعطي دفعة جديدة من أجل التعمّق بجذور الإنجيل والحياة الرهبانية في رابط محبّة هدفها خدمة الإنسان وخلاصه.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.