2005-09-23 15:42:52

قداسة البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفير المكسيك الجديد لدى الكرسي الرّسولي


   تسلّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم في القصر الرّسولي الصّيفي بكاستيل غاندولفو أوراق اعتماد سفير المكسيك الجديد لدى الكرسي الرّسولي السيّد لويس فيليبي مينا، ووجّه له كلمة حيَّ في مستهلِّها الرئيس المكسيكي فيسنت فوكس متمنياً مستقبلاً زاهراً لبلاده.

   ثمّ تطرَّق البابا إلى العلاقات الديبلوماسيّة بين الكرسي الرّسولي والمكسيك، والتي تعود لعام 1992. علاقات أحرزت تقدماً كبيراً في مناخ من التعاون والاحترام المتبادل عاد بالخير على الطرفَين في بلد غالبيّة سكّانه من الكاثوليك.

   وتحدّث البابا في كلمته عن معنى الدولة الديموقراطيّة العلمانيّة التي يقع على عاتقها واجب حماية الممارسة الدينية لدى سكّانها، دون أي نزعة تفضيليّة أو قمعيّة. فيما تعتبر الكنيسة في قلب المجتمعات الحديثة والديموقراطيّة أنّها قادرة على التحرك بكامل حريّتها الدينيّة. إن سكان الدولة العلمانيّة، أضاف البابا، هم من يُعطون من خلال عيش حريّتهم،  المعنى الحقيقي للحسّ الديني في الحياة الاجتماعيّة. على الدولة العصريّة أن تخدم وتحمي حريّة أبنائها وبنوع خاص خيارهم الديني، دون أي تضييق وانغلاق. والأمر هنا، أضاف البابا، لا يتعلّق بحقّ الكنيسة كمؤسّسة، إنما باحترام حقوق الإنسان والشعوب والأمم.

   أمام تنامي العلمنة التي تدّعي حصر حياة المواطن الدينيّة في الإطار الفردي والخاص، دون أي تعبير اجتماعي، تُدرك الكنيسة جيّداً أنّ الرسالة المسيحيّة تقوّي وتنير المبادئ الأساسيّة للتعايش الإنساني، كعطيّة الحياة المقدّسة، وكرامة الإنسان واحترام حقوقه، وقيمة الزواج والعائلة التي لا يُمكن موازاتها بأشكال أخرى من المساكنة. إن المؤسّسة العائليّة تستوجب دعماً مميزاً لكون المكسيك وغيرها من الدول تشهد أشكالاً من استعباد العائلة وبنوع خاص النساء والأطفال.

   ثمّ تطرّق البابا في كلمته إلى مشكلة تهريب المخدّرات التي تترك أثرها على اقتصاد البلاد مخلّفة الفساد والعنف والأذية الفادحة للمجتمع... بعدها أشاد قداسته بالمجهود الكبير الذي تقوم به الدولة المسكسيكيّة وبعض المنظّمات الاجتماعيّة لمحاربة هذه الآفة الرّهيبة التي تضرب الاستقرار والسلامة العامّة. وحذّر البابا من خطر تناسي أبرز جذور المشكلة الأساسي وهو غياب المساواة الاقتصاديّة التي توقف النمو لدى شريحة كُبرى من الشّعب وتجعل من الشباب باكورة ضحايا هذه الآفات والجريمة المنظّمة. على الجميع الإسهام في اقتلاع هذه الشرور من خلال نشر القيم الإنسانيّة السامية وبناء ثقافة حياة حقيقيّة.

   وبعد أن تحدّث البابا عن ضرورة السلام الاجتماعي توقّف عند أهميّة الانتخابات العامّة المقرّرة في عام 2006، معتبراً إياها مناسبة وتحدياً لتقوية معاني الديموقراطيّة المرتكزة على سياسة تحقيق الخير المشترك من خلال نشر التنمية المتوازنة بين أبناء الشعب الواحد، وخصوصاً بين الضعفاء والمهمّشين من سكّان البلاد الأصليّين.

   واعتبر البابا في ختام كلمته أن كلّ هذه القيم تتحقّق تحت راية دولة القانون التي تحترم الحقيقة وتدافع عن الحريّة والعدالة والتعايش السلمي بين السكان. ثم جدّد قداسته ترحيبه بالسّفير الجديد وعائلته متمنياً له النجاح في رسالته طالباً من عذراء غوادالوبي أن تحمي الشعب المكسيكي في مسيرته نحو التضامن والسّلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.