2005-09-22 15:57:14

التزام مؤسّسة كاريتاس الدوليّة في محاربة التجارة بالكائنات البشريّة


   تدرّ التجارة بالكائنات البشريّة سنوياً بين السبعة والعشرة مليارات دولار أميركي، وتوازي تقريباً تجارة التهريب الدولي للأسلحة والمخدّرات، وتشمل ملايين البشر الذين يُرغمون على بيع أجسادهم للدعارة، وللعمل غير الشرعي، وللتسوّل القسري والاتّجار بالأعضاء البشريّة، وكلّ هذه الآفات تُمثّل ما يُسمّى اليوم بالعبوديّة الحديثة للإنسان. لمحاربة هذه الظواهر الخطيرة اجتمع ممثلو هيئة كاريتاس الدوليّة والمنظمات الإنسانيّة من مختلف أنحاء العالم في روما، ضمن لقاء دعت إليه هيئة كاريتاس الدوليّة التي تضمّ مائة واثنَتَين وستّين مُنظّمة كاثوليكيّة منتشرة في مائتَي بلد في العالم.

   ظاهرة العبوديّة الحديثة ولّدها الفقر، وسياسة العرض والطلب، وغالبيّة ضحاياها من الأطفال والنّساء الذين يبحثون عن مستقبل أفضل. من الصّعب إعطاء إحصاءات دقيقة وأكيدة لنتائج التجارة بالكائنات البشريّة نظراً لتفشّيها بطريقة خفية وخبيثة، ولكن هناك بعض التقديرات، وعلى سبيل المثال، تقول حكومة الولايات المُتّحدة الأميركيّة أن نحو مليون شخص يدخلون حدود البلاد خلسة كلّ عام ويقعون ضحية العمالة غير الشرعيّة والاستغلال الجنسي. أمّا منظّمة العمل الدوليّة فتفيد في أحد تقاريرها أن العام ألفَين شهد عبر القارات الخمس تنقّل مليون ومائتَي ألف طفل بهدف استغلالهم.

   إن الاستراتيجيّة التي تعمل كاريتاس من خلالها هي تأمين شبكة عمل متماسكة تؤمّن لهؤلاء الأِشخاص إعادة تأهيل، وعملا يسمح لهم بالبقاء في بلدانهم وبناء حياة كريمة تليق بكلّ إنسان. والكنيسة الكاثوليكيّة تبقى في الخطوط الأماميّة للدفاع عن كرامة الإنسان، وقد ظهر ذلك في نصوص المستند الأخير الصادر عن اللقاء الراعوي الدولي الأوّل لتحرير نساء الشوارع الذي عُقد في شهر حزيران يونيو الماضي في روما بدعوة وتنظيم المجلس البابوي لراعويّة المهاجرين والمتنقّلين.








All the contents on this site are copyrighted ©.