2005-09-21 16:10:05

في مقابلة الأربعاء العامّة مع المؤمنين قداسة البابا يواصل شرح المزمور المائة والحادي والثلاثين ويتحدَّث عن الرياضة كأداة تربويّة ووسيلة مهمّة لنشر القيم الإنسانيّة والروحيّة


   أجرى قداسة  البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم مقابلته العامّة المُعتادة مع المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان بحضور أكثر من ستّة وعشرين ألف حاج وزائر قدموا من أنحاء عديدة من العالم. وتابع تعليمه الأسبوعي شارحاً مضمون القسم الثاني من المزمور المائة والحادي والثّلاثين الذي يتحدَّث عن اختيار الله لداود ملكاً على شعبه:"أقسم الرّب لداود حقًّا ولا يُخلِف لأجلِسَنَّ من ثمرة بطنِكَ على عرشِكَ. إن حَفِظَ بنوكَ عهدي وشهاداتي التي أُعلّمُهم إيّاها فبنوهم أيضاً يجلسون على عرشِكَ إلى الأبد. إنّ الله اختار صهيون أحبَّها مسكناً له. هذه هي راحتي إلى الأبد... أُشبع مساكنها خبزاً، أُلبِسُ كهنتها الخلاص وأصفياؤها يُرنّمون ترنيماً".

   إن القِسم الثاني من المزمور، قال البابا، يُخبرنا عن حدثٍ رئيسي في تاريخ إسرائيل، وهو انتقال تابوب العهد من أفرائيم إلى مدينة أورشليم على يد الملك داود الذي أقسم أن لن يدخل خباء بيته إلاَّ بعد أن يجد مُقاماً لتابوت عهد الرّب علامة حضور الله إلى جانب شعبه". وأمام قسم الملك أقسم الرّب أيضاً أن يُجلس من ثمرة بطن داود على عرشه.

   إن القَسم الإلهي، أضاف البابا، يشمل أيضاً التزام الإنسان إذ يشترط الله تحقيق وعده بالتزام أبناء داود أيضاً بأمانتهم له:"إن حَفِظَ بنوكَ عهدي وشهاداتي التي أعلّمُهم إيّاها فبنوهم أيضاً يجلسون على عرشكَ إلى الأبد". على قسم الله وعطيّته يجب أن يجيب الإنسان بأمانة في حوار يجمع حريّتَين، الإلهيّة والإنسانيّة.

   بهذه الروح يُصبح المزمور نشيداً يعظّم من خلاله الإنسان أعمال الرّب،  ويختبر حضوره وسط شعبه وفي مدينته التي أحبّها، وبارك طعامها وأشبع مساكنها خُبزاً وألبسَ كهنتها الخلاص. ومرّة أخرى، كما في القسم الأوّل، تدخل صورة مسيح الرّب الذي سيأتي من ذريّة داود من سيُلبِسُ الله أعداءه خزياً وعليه يُزهر تاجه علامة لانتصاره على الشرّ، ويُهيّئ له سراجاً علامة للحياة والمجد...

   في مدينة أورشليم، أضاف البابا، وفي الهيكل الذي يحفظ تابوت العهد، وفي ذريّة داود، يتحقّق حضور الله المزدوج في الزمان والتاريخ، فيُصبح المزمور المائة والحادي والثلاثون نشيداً لله العمّانوئيل الحاضر بين مخلوقاته، يعيش إلى جانبها ويُباركها طالما تبقى متّحدة معه في الحق والعدل. وما نشيد المزمور سوى مقدّمة لإعلان يوحنّا في بداية إنجيله:"الكلمة صار جسداً وسكن بيننا".

   وختم البابا تعليمه حول المزمور الداودي مستشهداً بتعاليم آباء الكنيسة الذين استعملوه لوصف تجسّد كلمة الله في حشا مريم العذراء. فالقدّيس إيريناوس قال في شرحه لِقَسَم الله لداود بأن يُجلس من ثمرة بطنه على عرشه، أن هذه الثمرة هي المولودة من العذراء ابنة داود، هي التي تَحقّق فيها وعد الله وسكن الملك في أحشائها، فطوّبتها جميع الأجيال وباركت ثمرة أحشائها، وبوضعها الطفل الإلهي تحقّق وعد الله لداود...

   وبعد أن أنهى تعليمه الأسبوعي، لخصّ البابا في لغات عديدة ما جاء فيه ثم وجّه تحياته إلى جميع الوفود الحاضرة في الساحة الفاتيكانيّة وخصّ بالذّكر بعثة من الاتّحاد الدولي لكرة القدم يرافقها عدد كبير من اللاعبين القادمين من ستة عشرة بلداً للمشاركة أيضاً في مبادرة التعاون المشتركة مع المجلس البابوي قلب واحد لمساعدة المحتاجين والفقراء. وكشف البابا أنّ حضورهم فسح له المجال للحديث عن أهميّة الرياضة وممارستها باحترام لتصير أداة تربويّة ووسيلة مهمّة لنشر القيم الإنسانيّة والروحيّة. وتمنى أن تُشكّل بادرتهم حافزاً لمساهمة الرياضة في بناء مجتمع مطبوع بالاحترام المتبادل، واستقامة المسلك والتضامن بين الشعوب والثقافات.

   ثمّ خص قداسته الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد بتحياته، مُذكراً باحتفال الكنيسة اليوم بعيد القديس متّى الرّسول. وحثّ الشّبيبة على الالتزام بجرأة بمثله في عيش دعوتهم المسيحيّة،  وطلب من المرضى أن يقدّموا بشفاعته آلامهم بالاتحاد مع آلام المسيح من أجل خلاص البشريّة، والأزواج الجدد سألهم البابا أن يستمدوا من أمانة هذا القديس العظيم، المحبّة الأمينة والانفتاح على عطية الحياة.

   من بين الأساقفة الذين حضروا المقابلة العامّة صاحب السيادة المطران منجد الهاشم السّفير البابوي في الكويت، قطر، البحرَين واليمن والقاصد الرّسولي في شبه الجزيرة العربيّة الذي حدّثنا عن انطباعه بعد لقاء قداسة البابا:RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.