2005-09-17 17:03:47

إنجيل الأحد 18 أيلول سبتمبر 2005: وقفة تأمل أسبوعية حول كلمة الحياة


   وقفة تأمليَّة حول كلمة الحياة

 

   "ومَضَوا من هُناك فمَرّوا بالجليل، ولم يُرِدْ أن يَعلَمَ بِه أحد، لأنَّه كان يُعلِّمُ تلاميذَه فيقولُ لَهُم:"إنَّ ابنَ الإنسانِ سيُسلَمُ إلى أيدي الناس، فيقتُلونَه وبعدَ قتلِهِ بثلاثةِ أيَّامٍ يقوم". فلَم يفهموا هذا الكلام، وهابوا أن يسألوه عنه.

   ثمَّ وصلوا إلى كَفَرناحوم. فلمَّا دخَلَ الدَّار سألَهم:"فيمَ كُنتم تتجادَلون في الطريق؟" فأَطرقوا لأنَّهم كانوا في الطريق يتجادَلون فيمَن هو الأكبر. فجلَسَ ودعا الاثنَيْ عَشَرَ وقال لهم:"من أراد أن يكون أوَّلَ القوم، فَليَكُنْ آخِرَهم جميعاً وخادِمَهم". ثمَّ أخذَ بيدِ طفلٍ فأقامَه وسْطَهُم وضمَّهُ إلى صدرِه وقال لهم:"مَن قَبِلَ واحداً من هؤلاء الأطفال إكراماً لاسمي، فإيايَ قَبِل، ومن قَبِلَني فما إيَّاي قَبِل، بلِ الذي أرسلني". (مرقس:9/30-37).

 

التأمُّل:RealAudioMP3

   أعجوبة المعرفة الحقيقيَّة هي أن نبلغ إلى ذواتنا ونحن ننظر الآخر ونضيع فيه. يُذكِّرُ الرَّب يسوع في هذه الآيات الإنجيليَّة، تلاميذه العاجزين عن فَهْمِ منطق الانمحاء الكلّي عنده، ويُذكِّرنا نحن المرضى أيضاً بشغف الامتلاك والظهور، بأنَّه إله العطاء الذي لا يملك شيئاً سوى المحبَّة. إنَّه الإله الذي انمحى وفقد كلَّ شيء، فأمام هذا الإله الفقير يسجد فقراء الأرض وضعفاؤها، ولا يشعر المرء بنفسه بعيداً عن هذا الإله الذي قلب مقاييس القيم فصار من يُريد أن يكون أوَّلاً في الجماعة، آخرها وخادِمها.

   الطوبى الحقيقية تكمن في العطاء وبذل الذات في خدمة الآخرين. الله هو الله لأنَّه لا يملِكُ شيئاً. إنَّه الفقير الأكبر وطوباه الوحيدة هي العطاء. على المسيحي أن يصير الفقر بذاته على مثال فرنسيس الأسيزي، والأم تيريزا دي كالكوتا وغيرهما ممَّن استطاعوا الغوص في بحر هذا العطاء الرائع بمجانيَّته.

   إنَّ أجمل مَعينٍ لرجائنا هو ضعفُ يسوع المسيح، يقول أحد الفلاسفة المسيحيِّين، لذا لنبدأ على الفور بزرع روح الخدمة والسخاء وسط عائلاتنا. لتنافس في عملنا اليومي على أولويَّة الخدمة واحترام الآخر. لنتخلَّى عن كلِّ شيٍ فنربح الحياة وننشر السلام مُنصفين كلَّ عاملٍ طيبٍّ في هذا العالم من اجل بناء السلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.