2005-09-14 16:03:59

عيد ارتفاع الصّليب رمز فداء العالم


   "...لَم يصعَد أحدٌ إلى السَّماء إلاَّ الذي نَزَلَ من السَّماء أعني ابنَ الإنسان. وكما رَفعَ موسى الحيَّة في البريَّة فكذلكَ يَجِبُ أن يُرفَعَ ابنُ الإنسان لينالَ بهِ الحياة الأبديَّة من يؤمِن. إنَّ الله بَلَغَ من حُبِّهِ للعالَم أنَّه جادَ بابنِهِ الوحيد، لكيَ لا يهلِكَ من يؤمنُ بِهِ بل ينال الحياة الأبديَّة..." (يو:3/13-16).

التأمُّل:RealAudioMP3

   نعيش اليوم نعمة الاحتفال بعيد ارتفاع الصَّليب المُقدَّس. وكلمة الصليب، إخوتي الأحباء، نستعمِلها أحياناً كثيرة للدلالة على شخصٍ ما أو حالة ما مُرغمون على تحمِّلِها. وكأنَّ الصليب بات في لغة الناس وحياتهم قيمة سلبيَّة. ولكن من ناحية أخرى فإنَّ إشارة الصليب هي أوَّل حركة نتعلَّمها ونحن صغار ونُكرِّرها في أحداث حياتنا المفرحة من سِرَّي المعموديَّة والتثبيت، إلى سرّ الزواج وحتَّى على مائدة الطعام عند لقاء الأحباء.

   إذاً يُذكِّرنا الصليب أيضاً بأحداث مُفرحة في حياتنا، فليَكُن شعارنا ولا نستحي به. والصليب الذي نتحدَّث عنه اليوم، هو صليب المسيح الذي حمله بحبٍّ وحريَّة كاملَين: إنَّه سرُّ الحب الذي دفع الآب ليُقدِّم ابنه ذبيحة عنَّا، لأنَّه ما من حبٍّ أعظمُ من هذا، أن يبذُلَ المرء نفسه عن أحبَّائه. على الصليب مات يسوع وغفر خطايانا،  وعلى صليبنا لنمُت عن خطايانا ونرتقي إلى يسوع. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.