2005-09-13 16:00:45

صلاة التبشير الملائكي الأحد 11 سبتمبر


   أطلّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر هذا الأحد من على شرفة القصر الرّسولي الصّيفي بكاستيل غاندولفو لتلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في باحة القصر الرّسولي الداخليّة وجميع استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون. قال قداسته:"يوم الأربعاء القادم، الرابع عشر من الشّهر الجاري، نحتفل بعيد ارتفاع الصّليب المقدّس. في العام المُكرّس للقربان المقدّس، تحمل هذه الذكرى معنى مميّزاً: فهي تدعونا للتأمل بالرابط العميق والوطيد الذي يوحّد الاحتفال بالذبيحة الإفخارستيّا وبسرّ الصليب. كلّ قدّاس إلهي، يجعل ذبيحة المسيح الفادي واقعيّة. على الجلجلة وفي ساعة الموت على الصّليب، كتب البابا الحبيب يوحنّا بولس الثّاني في رسالته "الكنيسة والإفخارستيا"، يقف روحياً كلّ كاهن يحتفل بالذبيحة الإلهيّة ومعه كلّ الجماعة المسيحيّة المشاركة. القربان المقدّس هو إذاً ذكرى السرّ الفصحي بكامله: الآلام والموت والنزول إلى الجحيم والقيامة والصعود إلى السّماء. والصّليب هو التعبير القوي لفعل الحب اللامتناهي الذي خلّص الإنسان والعالم من الخطيئة والموت. لهذا فإنّ إشارة الصّليب هي العلامة الأساسية في صلاة المسيحي. أن نطبع أنفسنا بإشارة الصّليب يعني أن نعلن علنياً وعلى مرأى من الجميع إيماننا بالذي مات وقام من أجلنا، الله الذي بتواضع وضعف محبّته كليّ القدرة وأقوى من كلّ قدرة العالم وذكائه.

   بعد كلام التقديس، أضاف البابا، تعلن الجماعة عن إيمانها بحضور المسيح المصولب والقائم من الموت قائلة:إننا نتذكّر موتكَ يا ربّ ونعترف بقيامتكَ وننتظر مجيئَكَ الثّاني". تعترف الجماعة بأعين الإيمان أن يسوع حي وتُردّد مع الرّسول توما قائلة:"ربّ وإلهي". الإفخارستيا هي سرّ الموت والمجد كما الصّليب الطريق الذي عبره المسيح وددخل من خلاله بالمجد جامعاً بدمه البشريّة جمعاً وقاهراً كلّ عداوة. لذا تدعونا الليتورجيّة اليوم للصّلاة برجاء واثق هاتفين:"أمكث معنا يا ربّ!" يا من بصليبِكَ المقدّس خلّصتَ العالم.

   إنّ مريم الحاضرة على الجلجلة تحت أقدام الصّليب، أضاف البابا يقول، هي حاضرة أيضاً في الكنيسة كأمٍّ لها... لهذا لا أحد يُمكنه أن يعلّمنا أفضل منها فهم وعيش الذبيحة الإلهية بإيمان ومحبّة، مُتّحدين بذبيحة الفادي المسيح. وعندما نتناول القربان المقدّس، نتّحد كمريم بخشبة الصّليب التي حوّلها يسوع بحبّه أداة للخلاص...

   وبعد أن تلا البابا صلاة التبشير الملائكي تابع البابا كلامه للمؤمنين الحاضرين مذكّراً إياهم بأن يوم الأربعاء القادم، ستبدأ في نيويورك، وتحديداً في مقرّ الأمم المُتّحدة القمّة رؤساء دول العالم التي ستعالج مواضيع مهمّة ومتعلّقة بالسّلام العالمي، وباحترام حقوق الإنسان، وتعزيز نمو وعمل المنظّمة الأمميّة. إن الكرسي الرّسولي مدعو هو أيضاً للمشاركة، أضاف البابا، وسيُمثّلني في لقاء القمّة الكردينال أنجلو سودانو، أمين سرّ الدولة. أتمنى بحرارة على الحكّام المجتمعين أن يجدوا حلولاً ملائمة لبلوغ الأهداف الكبيرة بروح الوفاق والتضامن السخي. وأتمنى لهم النجاح في وضع التدابير اللازمة للإجابة على المشاكل الطارئة الناجمة عن الفقر المدقع والأمراض والجوع التي تضرب شعوباً كثيرة. بعدها تابع البابا تحياته بلغات عديدة وخصّ فريقاً من طلاّب رهبنة الفرنسيسكان الأصاغر، يتوجّهون يوم غدٍ الاثنَين إلى مدينة القدس لإكمال مسيرتهم التربويّة. وأكد لهم على صلاته من أجلهم ومن أجل بعثة الكرسي الرّسولي في الأرض المقدّسة. بعهدها منح الجميع بركته الرسوليّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.