2005-09-07 15:34:55

رسالة قداسة البابا إلى منتدى الحوار التاسع بين المسيحيّين


   افتُتِحت يوم أمس الأحد الرابع من الجاري بقدّاس إلهي في بازيليك سيّدة الملائكة في مدينة أسيزي الإيطاليّة، أعمال منتدى الحوار التاسع بين المسيحيّين الذي دعت إليه ونظّمته جامعة الأنتونيانوم الحبرية  بالتعاون مع جامعة أريسطو في تسالونيكي باليونان. منتدى الحوار انطلق منذ عام 1992 وهو يُعقد مداورة بين اليونان وإيطاليا، ويعالج هذا العام موضوع:"القربان المقدّس في التقليدَين الشرقي والغربي والحوار المسكوني".

   وأثناء انعقاد أعمال الجلسة الافتتاحية قُرء نصّ الرسالة التي وجّهها قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى المشاركين، والتي عبّر فيها عن فرحه بانعقاد المؤتمر في مدينة أسيزي واحة الحوار والسّلام، واعتبر البابا أنّ المبادرة تُشكّل مناسبة فرِحة للتبادل الأخوي والتأمّل بعمقٍ في مواضيع إيمانيّة مشتركة وتأثيراتها على الحياة المسيحيّة.

   إنّ البحث عن الوحدة الكاملة بين جميع رسل المسيح، أضاف البابا في رسالته، بات ضرورة مُلحّة تتطلّب روحانيّة عميقة ونمواً بالمحبّة المتبادلة. وموضع المنتدى الذي يتمحور حول الإفخارستيا، مهمّ جدّا في مسيرة استعادة الوحدة الكاملة بين تلاميذ المسيح. كما يُسطّر المجمع الفاتيكاني الثاني في مستنده حول الحوار المسكوني كيف أن المسيحيّين الشرقيّين يُتمّون بمحبّة سامية احتفالاتهم الليتورجيّة وبنوع خاص القداس الإلهي، ينبوع الحياة المسيحيّة ورمز المجد الآتي، وبفضل الخلافة الرّسولية بالكهنوت والقربان المقدّس يبقى مسيحيّو الشّرق والغرب مُتحدين برباط الأخوّة والوحدة الوثيق.

   إن الحوار، أضاف البابا، هو المواجهة بالحقيقة والمحبّة، وهذا ما سيعالجه المشاركون في أعمال مُنتدى الحوار في أسيزي الذين سيُبرِزون الإيمان المشترك وجميع العناصر اللاهوتيّة والطقسيّة المميزة بين الشرق والغرب والتي تُكمّل بعضها البعض في مهمّة بناء شعب الله... إن غياب الوحدة الكاملة لا يسمح وللأسف، بالاحتفال بالذبيحة الإلهية بين الكاثوليك والأرثوذكس، والتي تُشكّل علامة الوحدة الكاملة لكلى الطرفَين، لذا كرّر البابا نداءه الحار لتكثيف الصّلاة واللقاءات الدراسيّة اللاهوتيّة من أجل حلّ المشاكل التي لا تزال تُفرّق بين مسيحيّي الشرق وغربه...

   تحقيق الوحدة الكاملة بين المسيحيّين، أضاف البابا في رسالته، يجب أن يكون هدف جميع من يؤمنون بالكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة والرّسوليّة، وكلّ حسب المقدّرات التي منحها له الرّب... كما يأتي المنتدى في إطار المبادرات المسكونيّة الحميدة التي تسلّط الضوء على الالتزام والبحث العلمي المشترك والهادف إلى إيضاح الاختلافات وتخطّي سوء الفهم، وبهذا الإطار باستطاعة المؤسسات التعليميّة اللاهوتيّة لعب دور أساسي في تربية الأجيال الطالعة وإعطاء شهادة مسيحيّة مُتجّددة في عالم اليوم.

   وتمنّى البابا في ختام رسالته بأن تكون أعمال المنتدى خصبة بإسهاماتها العقائديّة والثقافيّة والروحيّة، وختم بكلمات القدّيس بولس في رسالته إلى أهل تسالونيكي يقول:"نعمة ربّنا يسوع المسيح تكون معكم". ثمّ منح جميع المشاركين في الأعمال بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.