2005-09-06 15:44:43

البابا يواصل استقبال أساقفة المكسيك في إطار زيارتهم القانونيّة للأعتاب الرّسولية: التحديات الراعوية في كنيسة المكسيك اليوم


   يواصل قداسة البابا بندكتس السادس عشر لقاءاته وأساقفة المكسيك الكاثوليك وذلك في إطار زيارتهم القانونيّة للأعتاب الرّسولية. وقد استقبل مؤخّراً ثمانية أساقفة منهم تطرّق وإيّاهم إلى الأوضاع الراعويّة والاجتماعيّة السائدة اليوم في أبرشياتهم.

   إنّ التحديات الراعويّة التي تواجهها كنيسة المكسيك اليوم، تتعلّق بوضع البلاد الجغرافي وبميزته الاجتماعيّة والاقتصاديّة المتأرجحة بين البؤس والنمو وتحدّي مواجهة المجتمعات المتقدّمة وفي الآن معاً الفقيرة فقراً مُدقعاً.

   الكنيسة إذاً، وإن عملت وسط واقع يسوده الرخاء على غرار الدول المجاورة كالولايات المُتّحدة وكندا، فهي تجد نفسها في الآن معاً في مجتمع متخلّف بمجمله ويمتص كلّ طاقات الكنيسة الإرساليّة لمحاربة تفشّي ظاهرة اللاّمبالاة الدينيّة، وأزمة تدنّي عدد الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة، ضعف التربية الكاثوليكيّة وأزمة العائلة مع تنامي الانفصال والطلاق خصوصاً وسط من يعيشون حالَ المساكنه، ناهيك عن تشريع بعض ممارسات الإجهاض، وتنامي البطالة وروح العدائية لدى الشباب، بالإضافة إلى تفشي البدع الدينيّة.

   تعدّ المكسيك سبعة وتسعين مليون نسمة، تسعة وثمانون بالمائة منهم يجهرون بإيمانهم الكاثوليكي، والبقيّة الباقية يتقاسمها البروتستانت، وشهود يهوا، والمورمون الذين يتزايدون بنوع خاص في ضواحي المدن والمناطق النائية.

   من بين المشاكل التي تشدّ انتباه أساقفة المكسيك أيضاً، آفة الفقر والهوّة العميقة بين الأغنياء والفقراء، وتوسّع رقع المناطق المهمّشة، وتفشّي سوء التغذية والجهل والهجرة الجماعيّة من الأرياف نحو الشمال وبروز ظاهرة التهريب.

   جميع هذه المشاكل والمُعضلات عالجها أساقفة المكسيك الكاثوليك في رسائل ومستندات راعويّة، وشدّدوا بشكل خاص على مشكلة التهريب، لا لنتائجها الوخيمة وحسب إنما أيضاً لمُسبّباتها الناتجة عن الفقر وفساد الموظّفين الحكوميّين والعسكريّين. ولهذا السّبب يعتبر الكثيرون أن اغتيال الكردينال خوان خيسوس بوزاداس رئيس أساقفة غودالاخارا الذي قضى في الرابع والعشرين من شهر أيّار مايو من عام 1993، هو عمل إجرامي قامت به عناصر حكومية متورّطة بعمليات التهريب، وكان الكردينال الراحل على علم بأسمائها.

   أما حول ظاهرة الهجرة فإن أساقفة المكسيك على تنسيق دائم مع أساقفة الأبرشيات الأميركيّة المحاذية للحدود المكسيكيّة، ولكنهم يطالبون على الدوام باعتماد سياسة هجرة أكثر إنسانيّة تجاه من يترك بلاده بحثاً عن مستقبل أفضل. كما ولم يوفّر أساقفة المكسيك بانتقادهم الرئيس الأميركي جورج بوش على التدابير القاسية التي اتخذها بحق المهاجرين المكسيكيّين في شهر كانون الثاني يناير عام 2004، مُتّهمين حكومة بلادهم "بالعجز" في الدفاع عن مواطنيها المهاجرين.








All the contents on this site are copyrighted ©.