2005-08-27 14:35:52

مصادر كنسية في نيجيريا تتحدث عن ارتفاع نسبة الاعتداءات التي تستهدف الكنائس في ولايتي لاغوس وكروس ريفير


وقفة تأمل حول كلمة الحياة

 

   "وبدأ يسوعُ من ذلك اليوم يُظِهرُ لتلاميذه أنّه يجب عليه أن يذهب إلى أورشليم ويلقى أشدَّ الآلام من الشيوخ والأحبار والكتبة ويُقتلَ ويقوم في اليوم الثالث. فنفرد به بطرس وجعل يعاتبه فيقول:"حاشَ لكَ ربّ من هذا المصير" فالتَفَتَ وقال لبُطرس:"سرّ خلفي يا شيطان، فأنت عقَبَةٌ دوني لأنّ أفكاركَ ليست أفكار الله بل أفكار البشر".

   ثمّ قال يسوع لتلاميذه:"من أراد أن يتبعني فليزهَد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ الذي يريد أن يُخلّص حياته يفقدها، وأمّا الذي يفقد حياته في سبيلي فإنّه يجدُها. ماذا ينفع الإنسان لو ربح الدنيا كلَّها وخسر نفسَه؟ وبماذا يفدي الإنسان نفسَه؟ سوفَ يأتي ابن الإنسان في مجد أبيه مع ملائكته، فيُجازي يومئذٍ كلّ امرئ على قدر أعماله".

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   تتلاقى آيات إنجيل هذا الأحد إخوتي وأخواتي الأعزاء مع قواعد السلوك الحسن في المجتمع. كثيرٌ من الناس يتشكَّون من ممارسات بعض من يدَّعون أنفسهم مُلتزمين بالحياة المسيحيَّة، ومن بينهم كهنة ورهبان وراهبات، سواء بنسيانهم قواعد الآداب والمدنيَّة، فلا يحترمون صفوف الانتظار أينما وُجِدَت، ولا يتعاطون بلُطفٍ مع الآخرين؛ كما وتنقصهم الاستقامة في دفع الضرائب وتحقيق الوعود والاعتذار في حال الخطأ...

   إنجيل اليوم لا يريد وضع قواعد حسن سلوك اجتماعيَّة، إنَّما انتقاد الساعين على الدوام لتبؤ صدور المجالس مدفوعين بغريزة كبريائهم وليس بفضيلة التواضع. يسوع لا يدعونا وحسب لعدم الجلوس في المُقدِّمة، إنما للجلوس في المكان الأخير. يسوع يدعونا للبحث عن المكان الأخير ليس بروح انسحاق مزيَّف، إنَّما بتواضع كامل. تواضع الله الذي اختار بالمسيح المكان الأخير، فانحنى يغسل أرجل تلاميذه. بات التواضع مع يسوع المسيح لباساً للألوهية.

   إنجيل اليوم أحبَّائي ليس عرضاً لقواعد السلوك الحضاري، التي تحترمها الكنيسة، إنما دعوة لجعل تصرُّفاتنا شبيهة بتصرُّفات يسوع يوم عاش على أرض شقائنا. علينا تغيير عقليَّتنا بعد لقائنا إله التواضع... إن جلوسنا في المكان الأخير، يعني جلوسنا إلى جانب من  همَّشهم المُجتمع لنرى ونسمع العالم من وجهة النظر تلك ونسير إلى جانب المحتاج بتواضع لأنَّ الله أرسل ابنه "ليُبشِّرَ المساكين ويُعلن على الفقراء بشراه السَّارة". آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.