2005-08-26 16:02:26

في مثل هذا اليوم منذ خمسة وتسعين عاماً وُلِدَت الأم الطوباويّة تيريزا دي كالكوتّا


   في مثل هذا اليوم، السادس والعشرين من شهر آب أغسطس لخمس وتسعين سنة خلت، وُلِدَت الأم الطوباويّة تيزيزا دي كالكوتّا، قدّيسة الفقراء، تلك الراهبة الصّغيرة القامة من أصل ألباني اكتسحت شهرة تواضعها الهند ومنها إلى العالم بأسره.

   البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني الذي رفعها طوباويّة إلى مجد المذابح بسرعة قياسية نسبة لسواها من الطوباويّين، رأى في تلك الراهبة التائهة في شوارع كالكوتا وراء الفقراء والمهمّشين، رأى فيها مثالاً كاملاً للقداسة الرّسولية، ونمواً لرسالة الإنجيل من خلال خدمة الآخرين، لهذا السّبب وخلافاً للقوانين الكنسيّة المرعيّة الإجراء، كسر البابا التقليد وبعد خمس سنوات من وفاتها أعلنها طوباويّة في التاسع عشر من شهر تشرين الأوّل أكتوبر من عام 2003 بحضور حشد كبير من المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وقال عنها في عظته آنذاك:"من أراد أن يكون كبيركم فليكن خادماً لَكُم"، وبتأثّر كبير نتذكّر اليوم الأم تيريزا دي كالكوتّا، الخادمة العظيمة للفقراء وللكنيسة والعالم كلّه. إن حياتها شهادة للكرامة والخدمة المتواضعة. لم تختَر فقط أن تكون أصغر الصغيرات، بل أيضاً خادمة لأصغر الصغار. كأمٍّ حقيقية للفقراء، انحنت على من يتألّمون من جراء أشكال الفقر المتنوّعة. عظمتها تكمن بمهارتها في العطاء بدون مقابل، بالعطاء حتّى النهاية. حياتها كانت إعلاناً جريئاً للإنجيل".

   حازت تيريزا دي كالكوتّا عام 1979 على جائزة نوبل للسّلام، واستمرّت طوال حياتها تخدم الفقراء مُتّحدة تماماً برسالة المسيح. انتقدَت الإجهاض وتحدّثت على الحب، ويوم سألوها التعريف عن نفسها قالت:"أنا ألبانيّة الدّم، هنديّة الجنسيّة. أنا راهبة كاثوليكيّة ودعوتي للعالم كلّه، أما قلبي فهو ملك بكامله لقلب يسوع الأقدس".

   اجتازت تيريزا دي كالكوتّا نفق الإيمان المظلم وشعرت بنفسها مرفوضة من الله ولكن ليل الألم الذي عاشته نفسها منذ بداية رسالتها مع الفقراء واستمر طوال حياتها، قادها للاتحاد الحميم والقوي بالله. وفي سني حياتها الأخيرة ومع تعاظم مشاكلها الصحيّة استمرّت الأم تيريزا بقيادة رهبانيّتها وخدمة الفقراء والكنيسة.

   عام 1997 وبعد أن بلغت رهبانيّتها الأربعة آلاف راهبة يعشن في ستمائة وعشرة بيوت ينتشرن في مائة وثلاثة وعشرين بلداً في العالم، وتحديداً في شهر آذار مارس، باركت الرئيسة العامّة الجديدة الأم نيرمالا وقامت برحلة خارج الهند التقت خلالها للمرّة الأخيرة يوحنّا بولس الثّاني من ثمّ عادت إلى كالكوتّا حيث أمضت الأسابيع الأخيرة من حياتها إلى أن لفظت الروح في الخامس من شهر أيلول سبتمبر.

   إكراماً لشهيدة الفقراء أقامت الدولة الهندية مأتماً رسمياً لها شارك فيه عشرات الآلاف من محبّيها. دُفِنَت في دير الرئاسة العامّة في كالكوتا وصار قبرها محجّا للصلاة يؤمّه الناس من كلّ ديانة وعرق ولون، فقراء وأغنياء لطلب شفاعتها.








All the contents on this site are copyrighted ©.