كلمة قداسة البابا إلى سفير فنزويلا بمناسبة تقديم أوراق اعتماده

    تسلّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر الخميس الجاري في القصر الرّسولي الصيفي بكاستيل غاندولفو أوراق اعتماد سفير فنزويلا الجديد لدى الكرسي الرّسولي السيّد إيفان رينكون ووجّه إليه كلمة حمّله فيها تحياته إلى رئيس البلاد أوغو تشافيز معرباً عن قربه من الشعب الفنزويلي والتمنّي له بتخطّي مشاكل الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة في أجواء العدالة والتضامن والنمو حسب الروح المسيحيّة التي ساهمت بطبع هويّته الوطنيّة.

   وسطّر البابا غنى التقليد الكاثوليكي الذي يطبع فنزويلا وينعكس باحترامها الكبير لخليفة بطرس، ووصفها البابا "بأرض النّعمة" التي وهبها الله موارد طبيعيّة غنيّة يجب الحفاظ عليها لتطوير حياة تحترم كرامة الإنسان وحقوقه الأساسيّة. وحث البابا الجميع على محاربة الفقر والتهميش الاجتماعي مُثنياً على الدور الذي تلعبه كنيسة فنزويلا بالرغم محدوديّة مواردها البشريّة والماديّة، في إطار التنمية الإنسانيّة ومشاريع الدفاع عن الحياة منذ اللحظة الأولى للحبل بها، وعن العائلة، وتحقيق مشاريع ومؤسسات تُغني المجتمع كالمدارس ومراكز العناية الصحيّة، ناهيك عن المراكز الإعانيّة في أكثر المناطق حرماناً وفقراً وسط السكان الأصليّين.

   وأعرب البابا عن أمل الكنيسة الكاثوليكيّة التي رافقت الشعب الفنزويلي في مختلف مراحل تاريخه، بأن تشهد البلاد مستقبلاً أفضل. فالكنيسة لدى إتمامها رسالتها، أضاف البابا، تُبشّر بالإنجيل، وتُعلن المغفرة والمصالحة، لأنّها الطريق الوحيد لبلوغ الوئام والاستقرار... الكنيسة تحث المجتمع على احترام القيم الأساسيّة كالمحبّة والحقيقة والعدل والاستقامة في أداء المسؤولية، والاستعداد السّخي لخدمة الخير العام بتجرّد تام عن المصالح الشخصيّة.

   في ختام كلمته تمنّى البابا أن تتوطّد العلاقات الأخوية بين فنزويلا والكرسي الرّسولي ثمّ منح السفير الجديد ومن خلاله الشعب الفنزويلي بركته الرسوليّة.