2005-08-21 11:43:21

قداسة البابا يتلقي الشباب في ساحة مارينفيلد: ليست الإيديولوجيات هي التي تخلِّص العالم إنَّما العودة إلى الله الحيّ خالقنا


في ساحة مارينفيلد بكولونيا، جمع لقاء مطوَّل مساء أمس السبت قداسة البابا بندكتس السادس عشر بشبان وشابات العالم، احتفالاً بأيامهم العالميَّة حول موضوع"جئنا لنسجد له"، تخلَّلته صلوات وشهادات حياة بعض الشبَّان، ووجَّه الأب الأقدس كلمة قال فيها إنَّ المجوس هم الأوائل فقط من موكب طويل من الرجال والنساء، الذين وبحياتهم، بحثوا باستمرار عن الله القريب منَّا والذي يدلُّنا إلى الطريق. إنَّها قافلة القدِّيسين المعروفين وغير المعروفين، الذين ومن خلالهم فتح الربُّ الإنجيل أمامنا وقلَّب صفحاته على مرِّ التاريخ، وهو يصنع الشيئ نفسه اليوم. ففي حياتهم، وككتاب كبير مصوَّر، يظهر غنى الإنجيل.

وسلفي يوحنا بولس الثاني أضاف البابا يقول قد طوَّب وقدَّس عددًا كبيرًا من الأشخاص، وأراد من خلالهم، أن يُظهر لنا ما يجب فعله لنكون مسيحيين ونعيش حياتنا بطريقة صحيحة، حسب مشيئة الله. فالطوباويون والقدِّيسون لم يبحثوا عن سعادتهم الخاصَّة، إنَّما أرادوا ببساطة تقديم ذواتهم لأنَّهم استناروا بنور المسيح. إنَّهم يرشدوننا إلى الطريق لنكون سعداء وننجح في أن نكون أشخاصًا إنسانيين بحق. ففي تقلبات التاريخ، كانوا المصلحين الحقيقيين الذين أخرجوا غالبًا التاريخ من الوديان المظلمة ويواجه وحتَّى يومنا، خطر الغرق فيها من جديد.

وعدَّد قداسة البابا أسماء قدِّيسين عديدين بينهم القديس مبارك والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة تيريزا دافليا والقديس إغناطيوس دي لويولا والقديس شارل بورّومي ومؤسِّسو الجمعيات الرهبانيَّة في القرن التاسع عشر الذين أنعشوا ووجَّهوا الحركة الإجتماعيَّة، إضافة إلى قدِّيسي زماننا، ماسيميليانو كولبي وإديت شتاين والأمّ تيريزا والأب بيو. وعبر التأمل بهم، ندرك معنى "السجود". فالقديسون هم المصلحون الحقيقيون.

ليست الإيديولوجيات هي التي تخلِّص العالم، قال البابا،إنَّما العودة إلى الله الحيّ، خالقنا، ضامن حريَّتنا وضامن ما هو صالح وحقيقي. والثورة الحقيقيَّة فقط هي العودة إلى الله.

أصدقائي الأعزَّاء، تابع الأب الأقدس كلمته يقول: كثيرون يتكلَّمون عن الله؛ باسم الله نعظ أيضًا الكراهية ونمارس العنف. ولذا لا بدَّ من اكتشاف وجه الله الحقيقي... نستطيع انتقاد الكنيسة كثيرًا. نعلم ذلك، فالربُّ نفسه قال لنا هذا: إنَّها شبكة فيها سمك صالح وسيء وحقل فيه القمح والزؤان. والبابا يوحنا بولس الثاني، ومن خلال إعلانه قداسة كثيرين، أظهر لنا الوجه الحقيقي للكنيسة، وطلب الصفح أيضًا عمَّا نتج من مساوئ في أعمال وأقوال بعض رجال الكنيسة على مرِّ التاريخ. وقد حثَّنا أيضًا على دخول قافلة القديسين التي بدأت مع مجوس الشرق، بعيوبنا وضعفنا. ومع عيوبنا، نستطيع أن نأمل بإتِّباع يسوع الذي دعا الخطأة.

إنَّ الكنيسة هي كعائلة بشريَّة، ولكنَّها، في الوقت عينه، عائلة الله الكبرى، ومن خلالها ينشئ فضاء شركة ووحدة في جميع القارات والثقافات والأمم. ونحن سعداء بالإنتماء إلى هذه العائلة الكبيرة؛ نحن سعداء بوجود إخوة وأصدقاء لنا في العالم أجمع. كم هو جميل الإنتماء إلى عائلة كبيرة كالعالم الذي يضمُّ السماء والأرض، الماضي والحاضر والمستقبل وكل أجزاء المعمورة. وفي هذا التجمّع من الحجاج، نسير مع المسيح، نسير مع النجم الذي يضيئ التاريخ. وفي ختام كلمته إلى شبيبة العالم في ساحة مارينفيلد بكولونيا قال البابا بندكتس السادس عشر إنَّ الربَّ يدعونا لمسيرة حجٍ داخلية هي السجود.








All the contents on this site are copyrighted ©.