2005-08-18 16:14:09

قداسة البابا يصل كولونيا وينضم إلى فرحة شباب العالم احتفالا بأيَّامهم العالميَّة: لقاء الشبيبة مع خليفة بطرس علامة لحيويَّة الكنيسة


وصل قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الثانية عشر ظهرًا إلى مطار كولونيا ـ بون الدولي ليلتقي مئات آلاف الشبان والشابات، احتفالا بأيامهم العالميَّة، وهي الزيارة الأولى خارج الأراضي الإيطاليَّة منذ انتخابه حبرًا أعظم في التاسع عشر من شهر نيسان أبريل الماضي.

وكان في استقبال الأب الأقدس عند وصوله رئيس الجمهوريَّة والمستشار الألماني وعدد من الشخصيات المدنية والسياسيَّة والكنسيَّة، وألقى قداسته كلمة قال فيها:"بفرح كبير، أجد نفسي اليوم، وللمرَّة الأولى منذ اعتلائي السدَّة البطرسيَّة، في موطني العزيز، ألمانيا. أشكر الله الذي سمح لي ببداية زياراتي الراعويَّة خارج إيطاليا، بزيارة بلدي الأم. جئت إلى كولونيا بمناسبة اليوم العالمي 20 للشباب الذي اعدَّه سلفي الذي لا يُنَّسى، يوحنا بولس الثاني.

أشكركم جميعًا على الإستقبال الحار وأخصُّ بالذكر بداية رئيس الجمهوريَّة الفدراليَّة، السيد هورست كوهلير، وأشكره على الكلمات اللطيفة التي وجَّهها إليَّ، باسم جميع مواطني جمهوريَّة ألمانيا الفدراليَّة. وأوجِّه الشكر أيضًا لممثلي الحكومة وأعضاء السلك الديبلوماسي والسلطات المدنيَّة والعسكريَّة. وبعاطفة أخويَّة، أحيي رئيس أساقفة كولونيا، الكردينال يواكيم مايسنير وباقي الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وجميع الأشخاص الذين يشاركون في مختلف النشاطات الراعويَّة في الأبرشيَّات الألمانيَّة. كما وأريد توجيه تحيَّة إلى جميع سكَّان جمهوريَّة ألمانيا الفدراليَّة.

وفي أيام الإستعداد لليوم العالمي للشباب، تنتعش أبرشيَّات ألمانيا، سيَّما أبرشيَّة مدينة كولونيا، بحضور أعداد كبيرة من الشبيبة من مختلف أرجاء العالم. أشكر الأشخاص الذين تعاونوا بسخاء لتنظيم هذا الحدث الكنسي العالمي. أشكر الرعايا والمؤسَّسات الرهبانية والجمعيَّات والهيئات المدنيَّة والمواطنين على اهتمامهم الكبير بتقديم الضيافة المناسبة لآلاف الحجَّاج القادمين من مختلف القارَّات. والكنيسة التي تعيش في ألمانيا وكل سكَّان الجمهوريَّة الفدراليَّة الألمانيَّة يستطيعون أن يفتخروا بتقليد الإنفتاح على العالم، كما تشهد على ذلك مبادرات تضامن عديدة سيَّما لصالح البلدان الأقل نموًا.

وبروح الضيافة نحو القادمين من تقاليد وثقافات مختلفة، نستعدُّ لعيش اليوم العالمي للشباب في كولونيا. ولقاء الشبيبة مع خليفة بطرس علامة لحيويَّة الكنيسة. أنا سعيد بوجودي وسط الشباب لتقوية إيمانهم وإنعاش رجائهم. وفي الوقت عينه، أنا متأكِّد بأنني سأحصل على شيئ من الشباب، سيَّما من فرحهم واستعدادهم لمواجهة تحدِّيات المستقبل. إليهم وإلى جميع من استضافوهم في هذه الأيام الغنيَّة بالأحداث، أوجِّه تحيَّاتي القلبيَّة.

وإضافة إلى أوقات الصَّلاة والتأمل والإحتفال مع الشباب، سألتقي الأساقفة الذين أوجِّه إليهم تحيَّة أخويَّة، وسألتقي ممثلين عن باقي الكنائس والجماعات الكنسيَّة وسأزور أيضًا الكنيس للقاء الجماعة اليهوديَّة وسألتقي ممثلين عن الجماعات المسلمة. إنَّها لقاءات هامَّة لتعزيز مسيرة الحوار والتعاون عبر الإلتزام المشترك ببناء مستقبل أكثر عدلاً وأخوَّة يكون حقًّا على مستوى الإنسان.

وخلال اليوم العالمي للشباب، سنتأمَّل معًا بموضوع:"جئنا لنسجد له" (متى 2،2). وهي مناسبة هامَّة للتعمّق بمعنى الوجود الإنساني كحجٍّ مكمَّل بإرشاد "النجم" للبحث عن الربّ. ننظر معًا إلى صورة المجوس الذين قدموا من أراض مختلفة وبعيدة، وكانوا بين أوائل الذين سجدوا للمسيح. والجماعات الكنسيَّة ومدينة كولونيا مرتبطتان بصورة المجوس. وعلى غرار المجوس، جميع المؤمنين، سيَّما الشباب، مدعوون لمواجهة طريق الحياة في البحث عن الحقيقة والعدالة والمحبَّة. وهو طريق لا يمكن بلوغ نهايته إلاَّ بنعمة لقاء المسيح، وهو لقاء لا يتحقَّق بدون الإيمان.

وفي هذه الطريق الداخليَّة، فإنَّ العلامات العديدة التي تركها بطريقة لا تُمَّحى التقليد المسيحي الطويل والغني في أرض ألمانيا، قد تقدِّم المساعدة:الأبنية الأثرية المنتشرة في كلِّ مكان، الوثائق المحفوظة في المكتبات والتقاليد المُعاشة بمشاركة شعبيَّة واسعة، الفكر الفلسفي والتأمل اللاهوتي لمفكِّرين عديدين والإرث الروحي وحياة قديسين كثيرين. إنَّه إرث ثقافي وروحي غني، واليوم أيضًا، وفي قلب أوروبا، يشهد على خصوبة الإيمان والتقليد المسيحي.

إنَّ أبرشيَّة ومنطقة كولونيا تحافظان على الذكرى الحيَّة لشهود عظماء في الحضارة المسيحيَّة. أفكِّر بالقديس بونيفاس والقديسة أورسولا والقديس ألبير الكبير والقديسة تيريزا بينيدتا ديلا كروشي (إديت شتاين) والطوباوي أدولف كولبينغ. وليكن إخوتنا في الإيمان الذين، وعلى مرِّ العصور، حملوا شعلة القداسة عاليًا، شفعاء اليوم العالمي للشباب الذي يُحتفل به هنا.

ومن خلال تجديد تحياتي وشكري على الإستقبال الحار، أرفع الصلاة للرب من أجل مستقبل الكنيسة والمجتمع بأسره في جمهوريَّة ألمانيا الفدراليَّة، العزيزة إلى قلبي. فليشكِّل تاريخها الطويل والأهداف الكبيرة الإجتماعيَّة والإقتصاديَّة والثقافيَّة حافزًا للسير قدمًا، وفي التزام متجدَّد، على طريق التقدم الحقيقي والنمو المتضامن، ليس من أجل الأمَّة الألمانيَّة وحسب، إنَّما أيضًا من أجل شعوب القارَّة. فلتتشَّفع لنا دومًا مريم العذراء التي قدَّمت طفلها يسوع إلى المجوس الذين قدموا إلى بيت لحم للسجود للمخلِّص. وليباركم الربّ ويبارك جميع الحجاج وسكَّان البلاد.








All the contents on this site are copyrighted ©.