2005-08-15 12:55:12

قداسة البابا بندكتس السادس عشر يتحدّث لإذاعة الفاتيكان عشية بداية الاحتفال باليوم العالمي للشبيبة 2005:ما أجمل أن نكون مسيحيين


قبل أيام قليلة على بداية الاحتفالات باليوم العالمي للشبيبة في كولونيا بألمانيا حول موضوع "جئنا لنسجد له" أدلى قداسة البابا بندكتس السادس عشر بحديث للقسم الألماني في إذاعة الفاتيكان.  تمحورت المقابلة، الأولى من نوعها للبابا راتزنغر منذ انتخابه حبراً أعظم، حول اليوم العالمي العشرين للشبيبة، وتطرّق فيها قداسته أيضاً إلى مسائل آنية تعني حياة الكنيسة في مجتمع اليوم، إضافة إلى الأزمة التي تعاني منها القيم في أوروبا.

قال البابا إن مخطّط العناية الإلهية شاء أن تكون أول رحلة أقوم بها كحبر أعظم إلى بلدي الأم ألمانيا، ويسرني جداً أن تكون زيارتي الرعاوية هذه للقاء الشبان والشابات من مختلف أنحاء العالم، والذين يحملون معهم رجاء كبيراً وتطلعات جمة. 

ومضى الحبر الأعظم إلى القول أريد أن أحثّ الشبان والشابات الكاثوليك على أن يشعروا "كم هو جميل أن يكون المرء مسيحياً".  فالفكرة السائدة اليوم هي أنه يتعين على المسيحيين التقيّد بسلسلة من الوصايا والمبادئ و"الممنوعات" وكأن الدين المسيحيّ عبء على الإنسان، يحدّ من حريته.  لكنني أريد أن أقول لشبان العالم: أن نكون محاطين بمحبة الله الكبيرة ليس عبئاً على الإطلاق لأن هذه المحبة هي أشبه بجناحَين يرتقي بواسطتهما الإنسان.  ويجب أن نعي أيضاً كمسيحيين أن الله يبقى معنا دوماً ويساندنا في مسيرتنا الأرضية كعائلة واحدة.

وتابع قداسة البابا يقول: إن الكنيسة فتية لأن إيمانها ينبع من الله، مصدر كل تجدد، ومصدر الصبا والحياة.  إيماننا هو هبة يمنحنا إياها الله، تسمح لنا بالعيش والسير على طرقات العالم.  فالكنيسة لا تشيخ مع مرور السنين، بل على العكس تُصبح فتيةً أكثر فأكثر، لأنها تسير باتّجاه الربّ الذي تنبع منه قوة الحياة.

توجد في مجتمعاتنا الغربية المعاصرة، مضى الحبر الأعظم إلى القول، عوامل كثيرة تُبعد الإنسان، سيما الأجيال الفتية، عن الدين المسيحي ويبدو المجتمع بعيداً كل البعد عن الإيمان وعن الله.  لكني أُفكّر بمثل "الابن الضال" في الإنجيل، هذا الشاب الذي شعر بملل العيش في البيت الوالدي، وقال في نفسه: "أريد أن استمتع بحياتي إلى أبعد حد"، لكنه يعي في نهاية المطاف أن الحياة التي شاءها لا قيمة لها، وأنه كان يعيش الحرية والفرح الحقيقيين عندما كان مقيماً في بيت أبيه.

ثم انتقل قداسة البابا إلى الحديث عن الجذور المسيحية لأوروبا وقال: إن الحضارة الموجودة اليوم في القارة القديمة لها جذور عميقة، ولا يُمكننا أن نقبل بهذه الحضارة ونرفض جذورها أو نسعى إلى البحث عن جذور أخرى، وإلاَّ وقعنا في فخ التناقض.  وهذه الحضارة الأوروبية يُمكن أن تنمو فقط إذا تم الاعتراف بمصدر قوتها، ولهذا السبب إننا مدعوون اليوم إلى السعي المتواصل لإعادة اكتشاف الحقيقة، كيما نتمكن من خدمة البشرية كلّها بطريقة متجددة وبصورة أفضل.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.