2005-08-10 15:32:25

قداسة البابا يحدِّث المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامَّة عن المزمور 130


اجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم مقابلة الأربعاء العامَّة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وحدَّث المؤمنين والزائرين عن المزمور المائة والثلاثين. "يا ربُّ لم يرتفعْ قلبي ولم تستَعِلْ عيناي ولم أسلُكْ في العظائمِ ولا في العجائبِ ممَّا هو أعلى منِّي. إنْ كنتُ لم أخفِضْ نفسي ولم أُسكنْها فمِثلَ مفطومٍ عندَ أمِّهِ لتُفطَم عندي نفسي."

إنَّ كلمات هذا المزمور قال الأب الأقدس تتحدَّث عن موضوع عزيز إلى الأدب الديني وهو الطفولة الروحيَّة. ويتَّجه فكرنا تلقائيًا إلى القدِّيسة تيريز دو ليزيو ورغبتها في أن تبقى صغيرة لتكون بين ذراعي يسوع. ويرسم المزمور صورة أمٍّ مع طفلها، علامة محبَّة الله الوالديَّة، كما جاء أيضًا في نبوءة يشوع:"إذ كانَ إسرائيلُ صبيًا أحببتهُ... إنِّي أجتذبُهم بحبال البشرِ برُبطِ الحبِّ وأكونُ لهم كمنْ يرفعُ النيرَ عن فكوكِهم وأمدُّ له وأُطعمُه."

وأشار قداسة البابا إلى أنَّ المزمور المائة والثلاثين يبدأ بوصْفِ تصرُّف يتناقض وتصرف الطفل الذي يدركُ ضَعفه ولكنَّه يثقُ بمساعدة الآخرين. ونجد بالتالي القلب مستكبرًا والنظرة متكبِّرة:"يا ربُّ لم يرتفعْ قلبي ولم تستَعِلْ عيناي ولم أسلُكْ في العظائمِ ولا في العجائبِ ممَّا هو أعلى منِّي." إنَّه رسْم للإنسان المتعجرف والتصرّف المتكبِّر لِمنْ ينظرُ إلى الآخرين نظرة تكبّر. وتجربة المتكبِّر الذي يريد أن يكون كالله عارف الخير والشرّ، يرفضها صاحب المزامير الذي يختار الإيمان البسيط بالربِّ الواحد.

ومن ثمَّ أضاف الأب الأقدس يقول: ينتقل صاحب المزمور ليتحدَّث عن صورة الطفل وأمه، وهو مثال لروح الطفولة الحقَّة التي تستسلم لله، ليس بطريقة عمياء إنَّما بهدوء ومسؤوليَّة. وهكذا يتَّسع إيمان المصلي ليشمل الجماعة كلَّها:"ليكن إسرائيلُ راجيًا للربِّ من الآنَ وإلى الأبد." والرجاء يولد الآن في جميع الشعب الذي ينال من الله الأمن والحياة والسَّلام، ويمتدُّ من الحاضر إلى المستقبل "الآن وإلى الأبد."

ومن السَّهل مواصلة الصَّلاة عبر صدى أصوات أخرى في سفر المزامير مستوحاة من الإيمان بالله:"إليكَ أُلقيتُ من الحشا. من بطنِ أمِّي أنتَ إلهي." "إنَّ أبي وأمِّي قد تركاني لكنَّ الربَّ قبلَني." "فإنَّكَ أنتَ رجائي. أيُّها السيد الربُّ أنتَ متَّكلي منذُ صبائي. عليكَ اعتمدتُ من الحشا ومن بطن أمِّي أنتَ مُنعمٌ عليَّ ولكَ تسبيحي في كلِّ حين."

وفي ختام مقابلة العامَّة مع المؤمنين، حيَّا قداسة البابا بندكتس السادس عشر المؤمنين بلغات مختلفة وخصَّ بالتحيَّة الشباب والمرضى والأزواج الجدد وقال:"نحتفل اليوم بعيد القدِّيس لورينسو الشهيد الذي عرف أن يعيش بشجاعة وبطولة إنجيليَّة إيمانه بالمعلِّم الإلهي. أعزائي، اقتدوا بمثله، وعلى غراره، كونوا مستعدِّين دومًا للإجابة بأمانة على دعوة الربّ."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.