2005-08-06 16:18:01

أساقفة الولايات المتحدة: ذكرى هيروشيما وناغازاكي مناسبة للتفكير في الدروس التي تعلمتها البشرية من الحروب والنزاعات المسلّحة


بمناسبة الذكرى السنوية الستين على كارثة هيروشيما وناغازاكي وجّه مجلس أساقفة الولايات المتحدة الأمريكية رسالة إلى الأساقفة اليابانيين أعرب فيها عن تضامن الكنيسة الأمريكية مع تلك اليابانية وأكد أن المؤمنين في الولايات المتحدة يرفعون الصلاة على نية السلام والعدالة. 

وجاء في الرسالة: إن هذه الذكرى تشكّل مناسبة للتفكير في الدروس التي تعلمتها البشرية من الحروب والنزاعات المسلّحة، وكما قال قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لنهاية الحرب: "إن الحرب العالمية الثانية تبقى مرجعاً أساسياً لكل من يريد التفكير في حاضر البشرية ومستقبلها".

وتابع الأساقفة الأمريكيون رسالتهم يقولون: إن كارثة هيروشيما وناغازاكي حصدت ضحاياها بطريقة عشوائية، دون أي تمييز بين المدنيين والجنود، ولذا تبقى المدينتان اليابانيتان شاهدتَين على الأضرار التي تحدثها الحروب الشاملة.  وكما يقول المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: "إن كلّ عمل، خلال الحرب، يرمي إلى تدمير مدن بأكملها أو مناطق شاسعة يشكل جريمة ضد الله والإنسان ..."

وفي وقت يطغى فيه على عالم اليوم تهديد الإرهاب، يجب أن نذكّر بأن الاعتداءات الإرهابية الموجّهة ضدّ المدنيين الأبرياء تشكل أيضاً جريمة بحقّ الله والإنسانية بأسرها، تستأهل تنديداً حازماً وقاسياً.  إن ذكرى الحرب العالمية الثانية التي استُخدم فيها السلاح النووي ـ تابع الأساقفة الأمريكيون يقولون ـ تحمل الكنيسة في الولايات المتحدة والعالم كله على العمل بلا كلل من أجل المساهمة في الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم وإلغائها.  وكما يؤكّد الكرسي الرسولي: إن السلام الذي نطمح إليه لا يُمكن تحقيقه بواسطة الأسلحة النووية.   إننا نأمل ونصلي كيما تساهم الكنيسة في إحلال السلام الحقيقي، ونؤكد أن مجلس الأساقفة يحثّ باستمرار الإدارة الأمريكية على عدم الاعتماد على السلاح النووي من أجل ضمان أمنها وعلى العمل في سبيل الحد من انتشار هذه الأسلحة في عالم يهدده الإرهاب.

وختم الأساقفة الأمريكيون رسالتهم يقولون: إن كلّ التزام جدي من أجل إحلال السلام يتطلّب تعزيز احترام حياة الكائن البشري وكرامته والدفاع عن الحقوق الإنسانية وتحقيق النمو في عالم مطبوع بالظلم والفقر.  وفيما نتذكّر مجدداً نهاية الحرب العالمية الثانية نرفع الصلاة إلى الله الكلّي القدرة كيما تدفع ذكرى هيروشيما وناغازاكي البشرية كلها على العمل باندفاع متجدد من أجل تحقيق سلام دائم يرتكز إلى أسس العدالة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.