2005-07-30 15:59:02

إنجيل الأحد 31 تموز يوليو... وقفة تأمل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


فلمَّا سمع يسوع، انطلقَ في سفينةٍ إلى مكانٍ قفْرٍ يعتزلُ فيه. فعرَف الجموعُ ذلك فتبعوهُ من المدنِ سيرًا على الأقدام. فلمَّا نزلَ إلى البرِّ رأى جمعًا كبيرًا، فأخذته الشَّفقة عليهم، فشفى مرضاهم. ولمَّا كان المساء، دنا إليه تلاميذهُ وقالوا له: المكانُ قفرٌ وقد فاتَ الوقت، فاصرفِ الجموعَ ليذهبوا إلى القرى فيشتروا لهم طعاما." فقال لهم يسوع:"لا حاجة بهم إلى الذهاب. أعطوهم أنتم ما يأكلون." فقالوا له:"ليس لدينا ههنا غيرُ خمسةِ أرغفةٍ وسمكتَين." فقال:"عليَّ بها." ثمَّ أمرهم بأن يُقعِدوا الجموعَ على العشب، وأخذَ الأرغفة الخمسة والسمكتَين، ورفعَ عينيه نحو السماء، وباركَ وكسرَ الأرغفة، وناولها تلاميذه، والتلاميذ ناولوها الجموع. فأكلوا كلُّهم حتى شبعوا، ورفعوا ما فضَل من الكسر اثنتي عشرة قُفَّةً ممتلئة. وكان الآكلون خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والأولاد.

 

التأمل:RealAudioMP3

   ينساب أمامنا من خلال آيات إنجيل هذا الأحد مشهد تكثير الخبزات الخمس والسّمَكَتَين، وتكثير الخبز يُذكّرنا بالقربان المقدّس الذي يتناوله الملايين وهو جسد المسيح الواحد.

   وأخذ الغمّ التلاميذ فضَعِفوا ونَسَوا أن يسوع معهم، خافوا على الجموع من الجوع والعطش وهمّوا ليصرفوها دون سؤال المعلّم الذي اختبر إيمانهم وطاعتهم آمراً إيّاهم برفع ما فضَلَ من الكِسَر بعد إطعام خمسة آلاف رجل وامرأة وطفل من خمسة أرغفة وسمكتَين. ويحمل طلب يسوع دعوة للتلاميذ لتجنّب الهدر والبذخ بالعيش والمأكل. وكم نحن مختلفون اليوم عن الأمس، إذ إنّ الدراسات الزراعية والإنتاجية قد أظهرت أن ربع المنتوجات الغذائيّة في العالم يُرمى في سلال المهملات، ناهيك عن المحاصيل الضخمة التي تتُلف قبل وصولها إلى أسواق الاستهلاك. يسوع لم يَقُل يومها لرسله:"ارموا ما تبقى من فتاتِ الخُبز والسّمك كيما لا ينحدر سعرهما في السوق.

   والمعنى الروحي لطلب يسوع من تلاميذه جمع الكِسَر المتبقيّة، هو الاعتناء بعدم السماح بأن تسقط كلمة واحدة من كلام الله في فراغ جهل الإنسان وأنانيّته.

   ونتساءل ما النّفع من الاثنتَي عشرة قُفّة الممتلئة بعد أن أكل الخمسة آلاف شخص، والجواب هو أن يأكل بعدُ كلُّ من لم يتمكّن من سماع كلمة الله ورؤية معجزاته. إنها دعوة لجميع من أكل من الخبز السماوي أن يُبشّر بهذا السرّ الخلاصي فننتصر على الجوع الروحي والفقر الإنساني القابع في ظلمة البعد عن الله. آمين.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.