2005-07-25 09:44:47

في صلاة التبشير الملائكي قداسة البابا يقول إنَّ العمليَّات الإرهابيَّة تهين الله والإنسان ويذكِّر بالجذور المسيحيَّة للقارَّة الأوروبيَّة


من مقرِّ استراحته الصيفيَّة في لي كوب المنطقة الجبليَّة الرائعة شمال إيطاليا تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا للإصغاء إلى كلمة الأب الأقدس الذي سينتقل الخميس المقبل إلى المقرِّ البابوي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو القريبة من روما.

قال البابا:"يُحتفل غدًا الإثنين بعيد القديس يعقوب الرسول أخ يوحنا ويُحتفظ بذخائره في معبد كومبوستيلا في غاليثيا بإسبانيا، مقصد عدد لا يُحصى من الحجَّاج من مختلف أنحاء أوروبا.واحتفلنا أمس بعيد القدِّيسة بريجيدا السويديَّة، شفيعة أوروبا، وفي الحادي عشر من تموز يوليو تمَّ الإحتفال أيضًا بعيد القدِّيس مبارك، شفيع القارَّة القديمة العظيم. وبالنظر إلى هؤلاء القدِّيسين نتوقَّف تلقائيًا وعفويًا للتأمل بالإسهام الذي قدَّمته المسيحيَّة ولا تزال تقدِّمه لبناء أوروبا.

وأودُّ أن أفعل ذلك، تابع قداسة البابا يقول، عائدًا بالذاكرة إلى زيارة الحجِّ التي قام بها خادم الله يوحنا بولس الثاني في عام 1982 إلى سانتياغو دي كومبوستيلا حيث قال هذه الكلمات التي لا تنسى:أنا، أسقف روما وراعي الكنيسة الجامعة، من سانتياغو، أوجِّه لك صرخة حبٍّ يا أوروبا القديمة: كوني ذاتك واكتشفي أصولك. أحيي جذورك وعيشي قيمك الحقيقيَّة التي جعلت تاريخك مجيدًا."

أطلق يوحنا بولس الثاني حينها مشروعًا لأوروبا المدركة وحدتها الروحيَّة الخاصَّة المرتكزة إلى القيم المسيحيَّة. وعاد ليذكِّر بهذا الموضوع بمناسبة اليوم العالمي للشباب في عام 1989 الذي استضافته سانتياغو دي كومبوستيلا. أتمنَّى أوروبا بلا حدود لا تتخلَّى عن جذورها المسيحيَّة ولا تعدل عن الأنسنة الحقيقيَّة لإنجيل المسيح. كم يبقى هذا النداء آنيًا على ضوء الأحداث الأخيرة في القارَّة الأوروبيَّة!

وفي أقل من شهر، أضاف البابا يقول، سأقوم بزيارة حجٍّ إلى كاتدرائيَّة أوروبيَّة تاريخيَّة، هي كاتدرائيَّة كولونيا، حيث تواعد الشباب للقاء بمناسبة اليوم العالمي العشرين المخصَّص لهم وسأصلِّي للأجيال الجديدة كيما وعبر انتهال طاقتها الحيويَّة من المسيح تكون في المجتمعات الأوروبيَّة خميرة أنسنة متجدِّدة يتعاون فيها الإيمان والعقل في حوار مثمر لتنمية الإنسان وبناء السَّلام الحقيقي. ونسأل الله ذلك بشفاعة مريم الكليَّة القداسة التي تسهر كأمٍّ وسلطانة على مسيرة جميع الأمم.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، قال البابا:"تعكَّر صفاء الأيام الأخيرة بالأنباء المأساويَّة للعمليَّات الإرهابيَّة التي سبَّبت الموت والدمار والآلام في بلدان عديدة: مصر، تركيا، العراق وبريطانيا. وفي ما نوكل إلى الرحمة الإلهيَّة الموتى والجرحى وأعزاءهم، ضحايا أعمال تهين الله والإنسان، نسأل الكلي القدرة كيما يوقف اليد المجرمة للذين وبدافع التعصّب والكراهية، ارتكبوا هذه الأعمال، ويهدي القلوب إلى أفكار المصالحة والسَّلام.

هذا وحيَّا قداسة البابا المؤمنين الحاضرين بلغات مختلفة وتمنَّى أن تكون الإستراحة الصيفيَّة وقتًا ملائمًا للبحث عن الكنز الذي يتحدَّث عنه إنجيل هذا الأحد.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.