2005-07-22 09:54:10

أيقونة أمِّ الله تصل كازان بعد أن سلَّمتها بعثة فاتيكانيَّة العام الماضي إلى بطريرك موسكو وسائر روسيا


سلَّم بطريرك موسكو وسائر روسيا الكسي الثاني في كازان أيقونة أم الله التي قدَّمها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني العام الماضي إلى الكنيسة الأورثوذكسيَّة الروسيَّة، هذه الأيقونة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيمان وتاريخ الجماعة المسيحيَّة في روسيا.

هذا ما صرَّح به في حديث لوكالة "آسيا نيوز" للأنباء التابعة للمعهد البابوي للإرساليات الخارجيَّة، رئيس الكهنة فزيفولد شابلين وهو نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيَّة في بطريركيَّة موسكو، موضحًا أنَّ البطريرك ألكسي الثاني سيسلِّم نسخة عن الأيقونة الأصليَّة التي تحمل رمزًا بالغ الأهميَّة، وكان وصل هذه المنطقة أمس الأربعاء للمشاركة في احتفالات ذكرى مرور 450 عامًا على تأسيس أبرشيَّة كازان.

وأوضح المكتب الإعلامي لأبرشيَّة كازان أنَّ على الأيقونة أن تكون في متناول المؤمنين، بيد أنَّ كاتدرائيَّة البشارة، وبسبب أعمال الترميم الجارية حاليًا، ستفتح أبوابها فقط في عيدي الميلاد والفصح. كما أشار شابلين إلى أنَّ الأيقونة، ولغاية انتهاء هذه الأعمال، ستوضع في مكان آخر، لم يُحدَّد بعد. أمَّا الصحف المحليَّة فأكَّدت أنَّ الأيقونة ستوضع لأيَّام قليلة في كاتدرائيَّة البشارة حيث كانت أصلاً، لتُنقل مؤقتًا إلى كنيسة القدِّيسين بطرس وبولس.

وكانت السلطات في كازان طلبت منذ وقت طويل استعادة الأيقونة العجائبيَّة، ولكنَّ البطريرك ألكسي الثاني اعتبر أنَّ الوقت لم يحن بعد، لغياب الظروف الملائمة للحفاظ على الأيقونة بطريقة لائقة. فخلال الفترة السوفييتيَّة، تحوَّل دير البشارة إلى مصنع للتبغ والكاتدرائيَّة إلى مقرِّ إحدى الجامعات. وكما شرح نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيَّة في بطريركيَّة موسكو، فإنَّ السلطات في كازان ستفي بوعودها. فمؤخرًا، أمر عمدة المدينة بإعطاء مصنع التبغ قطعة أرض أخرى في ما بدأت أعمال الترميم في الكاتدرائيَّة.

تجدر الإشارة إلى أنَّ أيقونة أمِّ الله سيِّدة كازان شكلَّت منذ العام 1500 ولكثير من الأجيال، ملاذًا يهرع إليه أبناء الأمَّة الروسيَّة في أوقات التجارب والمحن، فاشتهرت الأيقونة بالعجائبيَّة وباتت رمزًا للشعب الروسي وللكنيسة الأورثوذكسيَّة، على غرار ما تمثِّله عذراء تشيستوكوفا للشعب البولندي وعذراء غوادالوبي للشعب المكسيكي وأمريكا اللاتينيَّة بأسرها.

وجاء في رسالة السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني التي وجَّهها العام الماضي إلى بطريرك موسكو وسائر روسيا ألكسي الثاني، بمناسبة عودة أيقونة أمِّ الله، سيِّدة كازان إلى روسيا:"لقد شاء مخطَّط العناية الإلهيَّة أن تجول أيقونة العذراء أمِّ الله سيِّدة كازان مختلف أنحاء العالم، وتجمع حولها المؤمنين الأرثوذكس والكاثوليك على السواء، الذين صلّوا جنبًا إلى جنب وبحرارة من أجل الكنيسة والشعب اللذين قامت الأيقونة بحمايتهما عبر العصور...

وشاءت العناية الإلهيَّة أن يستعيد الشعب والكنيسة في روسيا حريتهما وأن ينهار الجدار الذي كان يفصل شرق أوروبا عن غربها. وعلى الرغم من استمرار الإنقسام بين المسحييين، شكَّلت هذه الأيقونة المقدَّسة رمزًا لوحدة أتباع ابن الله... لقد صلَّى أسقف روما أمام هذه الأيقونة، سائلاً الله أن يأتي اليوم الذي يتَّحد فيه تلاميذ المسيح ليُعلنوا على العالم، وبصوت واحد، انتصار ربِّنا الأوحد على الشرِّ والقوى الساعية للقضاء على إيماننا."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.