2005-06-28 15:43:14

قداسة البابا يصف ملخَّص كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي بالإعلان المتجدّد لبشارة الإنجيل في عالم اليوم


   تمّ قبل ظهر الثلاثاء الجاري في قاعة الكليمينتينا بالقصر الرّسولي في الفاتيكان، تقديم ملخّص كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي إلى قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي وجّه بالمناسبة كلمة اعتبر فيها أنّ الملخّص الجديد الذي يُقدّمه للكنيسة والعالم، يُشكّل وسيلة مميّزة تساعدنا على النموّ في المعرفة والقبول الفَرِح بعطيّة الله لنا.

   ويأتي هذا الملخّص، أضاف البابا في كلمته، بعد صدور كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي عام 1992، ومذّاك أصبحت الحاجة ملحّة لإصدار كتاب تعليم مقتضب يحتوي على كلّ العناصر الجوهريّة والأساسيّة في الإيمان والأخلاق الكاثوليكيّة، بطريقة سهلة ومهمة لدى الجميع لوضحها واقتضابها. وفي السنوات العشر الماضية، أضاف البابا، صدرت بلغات عديدة مخلّصات لكتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي، لم تلقَ نجاحاً كبيراً لما نتج عنها من مشاكل متعلِّقة باحترام الشكل والمحتوى الأصلي، ومن تضارب الصلاحيات في حماية العقيدة الكاثوليكيّة الكاملة، لذا برزت الحاجة الملحّة لإصدار نصٍّ رسمي، أمين وكامل حول الأوجه الجوهريّة لإيمان الكنيسة، يتناغم كلياً مع كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي الصادر عام 1992.

   وهذه الحاجة الملِحّة، أضاف البابا في كلمته، تُرجمت بنوع خاص في خريف عام 2002، بتقدّم المشاركين في المؤتمر الدولي حول التعليم المسيحي  في الفاتيكان، بطلب الإذن من خادم الله البابا يوحنّا بولس الثّاني من أجل إعداد ملخّص رسمي. وفي شهر شباط فبراير من عام 2003 وافق يوحنّا بولس الثاني على إعداد الملخّص من أجل خير الكنيسة الجامعة والكنائس المحليّة، وعالم اليوم المتعطّش إلى الحقيقة. وامتدّ العمل طوال سنتَين مثمرتَين شهدتا مشاركة جميع الكرادلة ورؤساء مجالس الأساقفة الذين قيّموا بإيجاب كبير هذا العمل.

   واليوم، وعشيّة عيد القدّيسَين بطرس وبولس، أضاف البابا بندكتس السادس عشر، وبعد أربعين عاماً على اختتام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثّاني، أشعر بفرح كبير بأن أُسلّم هذا الملخّص الذي صدّقته شخصياً، ليس فقط لجميع أعضاء الكنيسة، بل أيضاً لكل شخص من ذوي الإرادة الحسنة والرّاغب في التعرّف إلى غنى سرّ يسوع المسيح الخلاصي.

   ثمّ سطّر البابا في كلمته أن الملخّص الجديد ليس كتاباً تعليمياً جديداً، بل ملخّصاً يعكس بأمانة تامّة تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة الذي يبقى المرجع الأساسي لفهم أفضل وأكمل لعقائد الكنيسة المعروضة بتناغم تام مع الإيمان والأخلاق الكاثوليكيَّين، كما ويُشكّل نقطة انطلاق لكل كتب التعليم المسيحي الكاثوليكي المحليّة...

   ووصف البابا المُلخّص بالإعلان المتجدّد لبشارة الإنجيل في عالم اليوم، لأنّ نصّه المستقيم والأكيد يحافظ على الإيمان الذي نلناه من الكنيسة بواسطة الروح القدس... يقدّم لنا الملخّص الجديد إيمان الكنيسة بيسوع المسيح، ابن الله الوحيد، حقيقة الله الكاملة ومخلّص العالم الأوحد؛ يسوع المسيح الذي نعيشه في أسرار الكنيسة المقدّسة كَمَعينِ حياة لكنيسته؛ يسوع المسيح ينبوع الحياة الجديد في المحبّة والوئام؛ ويسوع المصلّي ومثال المعلّم الصالح... هذا هو الإيمان الذي يحتويه ملخّص تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة بشكل حواري: إنّه حوار مثالي بين المعلّم والتلميذ من خلال تتابع منطقي في الأسئلة يحمل القارئ على المضي قدماً في اكتشاف أوجه الحقائق الإيمانيّة من خلال الإجابات الواضحة والمقتضبة.

   كما ويتضمّن النص، أضاف البابا، ملحقاً يضمّ بعض الصلوات المشتركة في الكنيسة الجامعة وذلك بحثاً عن إيجاد طريقة موحَّدة للصلاة، ليس فقط على الصعيد الفردي، إنما أيضاً على الصّعيد الجماعي...

   ثمّ شكر البابا في ختام كلمته جميع من تعبوا على تحقيق هذا العمل الكبير، وبنوع خاص الكرادلة أعضاء اللجنة الخاصّة، بالإضافة إلى الخبراء والمسؤولين عن الصياغة، طالباً من الله أن يجازيهم خيراً على كلّ ما صنعوه، بعدها سأل شفاعة العذراء مريم والقدّيسَين بطرس وبولس بأن يكون هذا العمل لخير الكنيسة والبشريّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.