2005-06-23 16:25:21

البابا يستقبل المشاركين في اجتماع هيئة المنظّمات المعنيّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة ويحثّهم على دعم القدس والأرض المقدّسة


   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر الخميس الجاري في الفاتيكان المشاركين في اجتماع هيئة المنظّمات المعنيّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة (الرواكو)، الذي بدأت أعماله يوم الاثنَين الماضي في مقرّ المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين في روما.

   وجّه البابا في مستهل كلمته تحيّة إلى الكردينال أغناطيوس موسى الأوّل داود، رئيس مجمع الكنائس الشرقيّة، وكبير أساقفة لفيف في أوكرانيا الكردينال لوبومير هوسار، بعدها انتقل للحديث عن الدّعم المادي للمحتاجين والفقراء الذي شهدته الكنيسة في بداياتها، وتوقّف عند الزّمن الحاضر المطبوع بالميل إلى الانفرادية والذي يستوجب من المسيحيّين أكثر من أي وقت مضى، الشهادة لتضامَن عابر كلّ الحدود لبناء عالم يشعر في داخله الجميع بأنهم محترمون ومقبولون.

   واعتبر البابا في كلمته أنّ من يقبلون ويُتمُّون هذه الرسالة النّبيلة أفراداً كانوا أم جماعات، يُصبحون شهوداً موزّعين للحب الحقيقي، الحبّ الذي يُحرّر القلب وينشر فرح الرّب يسوع في كلّ النواحي. وخصّ البابا بالشكر جميع أصدقاء هيئة (الرواكو) على ما يعملونه لمساعدة الإخوة القابعين بالمصاعب والمشاكل، والسّعي إلى تجسيد المحبّة الملموسة التي تربط مسيحيّي التقليد الغربي اللاّتيني والتقليد الشّرقي، وتقوية هذه الروابط تعني تقديم خدمة ثمينة للكنيسة الجامعة...

   ثمّ توقّف البابا بتندكتس السادس عشر في كلمته عند المواضيع التي عالجتها اجتماعات (الرواكو) في الأيام الثلاثة الماضية، ومن بينها أوضاع كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا التي يستمر نموّها بعد اجتيازها شتاء النظام الشيوعي الحزين. وأشاد البابا بالإرث الروحي العظيم والنّبيل الذي تتمتّع به جماعة الروم الكاثوليك في أوكرانيا والتي حثّها قداسته على مواصلة السّير في طريق المحبّة والمصالحة الأخويّة بين المسيحيّين من أجل أرض أوكرنيا الحبيبة.

   بعدها تطرّق البابا في كلمته إلى الموضوع الآخر الذي عالجته أعمال هيئة (الرواكو)، وهو تنشئة الكهنة والإكليريكيّين والرهبان المُنتمين إلى مختلف الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة المُقيمين في روما وبلدان المنشأ. إن وجود نحو خمسمائة طالب من الكنائس الشرقيّة في روما بالقرب من كرسي القدّيس بطرس، يُشكّل مناسبة ملائمة لإعادة تقييم المؤسّسات التربويّة العاملة في الكنائس الشرقيّة: فبالإضافة إلى المساعدات الماديّة، أضاف البابا، يجب دعم النشاط التربوي سواء من جهة التعمّق بالتقاليد الحقيقيّة المحليّة آخذين بعين الاعتبار نموّ الكنائس الشرقيّة، أو من جهة إتمام برنامج التجدّد الذي رسمه المجمع الفاتيكاني الثّاني لأربعين سنة خلت.

   وحث البابا في كلمته أعضاء (الرواكو) قائلاً:"أعزائي كثّفوا اعتناءكم بمدينة القدس والأرض المقدّسة التي على كلّ مسيحي دينٌ تجاهها. إنّ بعض العلامات الإيجابيّة بلغتنا من تلك الناحية في الأِشهر القليلة الماضية، علامات رجاء جعلتنا أكثر اقتناعاً باقتراب يوم المصالحة بين مختلف الجماعات في الأرض المقدّسة...

   واستمطر البابا على جميع الأعضاء المشاركين في اجتماع هيئة المنظّمات المعنيّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة (الروكوا)، شفاعة العذراء مريم أمّ الكنيسة، وأكّد على صلاته من أجلهم بعدها منحهم بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.