قداسة البابا يستقبل الأمين العالم للمجلس المسكوني للكنائس القسّ سامويل كوبيا

   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم في الفاتيكان، الأمين العالم للمجلس المسكوني للكنائس القسّ سامويل كوبيا والوفد المرافق له، ووجّه البابا كلمته لضيفه الكبير استهلّها بآية من رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيليبّي جاء فيها:"النّعمة معكم والسّلامُ من الله أبينا، ومن ربِّنا يسوعَ المسيح". بهذه الكلمات، قال البابا، أُرحّب بكم وأعضاء بعثة المجلس المسكوني للكنائس، خصوصاً بعد تسلّمكم مهامكم الجديدة ورغبتكم بزيارة سلفي السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني، ولكنّ الزيارة لم تتمّ في حياته، بل شاركتم في مراسم جنازته على رأس وفد من مجلسكم الكريم. كما أُعرب عن امتناني لكلم لرسالة التهنئة التي بعثتموها لنا بمناسبة بداية حبريّتي كأسقف لروما.

   إنّ العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والمجلس المسكوني للكنائس، أضاف البابا في كلمته، تطوّرت أثناء المجمع الفاتيكاني الثّاني، حيث شارك مراقبان من جنيف في دورات المجمع المسكوني الأربع. كلّ هذا قاد عام 1965 إلى قيام فريق العمل المشترك بين الطرفَين كوسيلة للتعاون والتلاقي بين الكاثوليك وإخوتهم المسيحيّين المنضوين تحت لواء المجلس المسكوني، تحقيقاً لوصيّة يسوع لهم:"كيما يكونوا واحداً".

   ثمّ ذكّر البابا في كلمته بالذكرى الأربعين لتأسيس فريق العمل المشترك وذلك في شهر تشرين الثّاني نوفمبر القادم، وأمل بأن تثمر هذه الذكرى تفاهماً ناضجاً وتعاوناً أكبر بين الطرفَين. ثمّ ذكّر البابا بالالتزام الذي قطعه على نفسه في اليوم الأوّل من بداية حبريّته، هو العمل بلا كلل لاستعادة الوحدة المنظورة بين أتباع المسيح"...

   وتابع البابا في كلمته للأمين العام للمجلس المسكوني للكنائس والوفد المرافق له، مذكّراً بما قاله البابا يوحنّا بولس الثّاني الذي أكّد على "أنّ لُبّ البحث عن الوحدة المسيحيّة يكمن في الروح المسكوني". وفي رسالته الرّسولية "ليكونوا واحداً" كتب البابا الراحل:"الإيمان بالمسيح، يعني التوق إلى الوحدة؛ والتوق إلى الوحدة يعني التوق إلى الكنيسة، التوق إلى الكنيسة يعني التوق إلى شركة النّعمة حسب مخطّط الله الخلاصي...".

   وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته إلى القسّ سامويل كوبيا، معرباً عن أمله أن تكون زيارته للكرسي الرّسولي قد امتلأت بثمار التفاهم والصداقة المتبادلَين، مؤكّداً على أن عزم الكنيسة الكاثوليكيّة ببلوغ الوحدة بين المسيحيّين لا رجوع عنه، وأن تعاونها سيستمر مع المجلس المسكوني للكنائس... بعدها تمنّى البابا لضيفه كلّ الخير سائلاً الله أن يغمره بسلامه ونعمه الفيّاضة.