2005-06-16 16:21:57

قداسة البابا يتسلَّم أوراق اعتماد سبعة سفراء لدى الكرسي الرسولي: لن يسكن السَّلام قلبنا طالما نرى إخوة يتألمون


تسلَّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في الفاتيكان أوراق اعتماد سفراء أزربيدجيان، غينيا، مالطا، زيلاندا الجديدة، رواندا، سويسرا وزيمبابواي الجدد لدى الكرسي الرسولي ووجَّه لهم كلمة مشتركة ضمَّنها تحيَّة أخويَّة وحارَّة إلى الشعوب التي يمثِّلونها، ودعا الجميع للإلتزام بخلق إنسانيَّة أكثر أخويَّة، مع إيلاء اهتمام متجدِّد بالفقراء والمهمَّشين في المجتمع. فعالمنا يواجه تحديِّات جمَّة، ينبغي أن يتخطَّاها كيما يشكِّل المصير العادل للشعوب الإهتمام الأوَّلي والجوهري لمَن قبلوا إدارة الشؤون العامَّة من أجل الخير المشترك. فالسَّلام لن يسكنَ قلبنا، قال البابا، طالما نرى إخوة يتألمون بسبب نقص الغذاء والعمل والمسكن وخيور أخرى أساسيَّة.

ولإيجاد جواب ملائم على نداء إخوتنا في الإنسانيَّة، تابع الأب الأقدس كلمته قائلاً، لا بدَّ من مواجهة التحدِّي الأوَّل وهو التضامن بين الأجيال والتضامن بين البلدان والقارات،من أجل تقاسم أكثر مساواة لثروات الأرض بين البشر. هي إحدى الخدمات الجوهريَّة التي على البشر ذوي الإرادة الطيِّبة تقديمها للإنسانيَّة. فالأرض قادرة على إطعام جميع سكَّانها، أضاف البابا يقول شريطة ألاَّ تحتفظ الدول الغنيَّة بما هو ملك الجميع.

إنَّ الكنيسة ستذكِّر البشر على الدوام بواجب الإهتمام بأخوَّةٍ إنسانيَّة مصنوعة بأعمال ملموسة، على مستوى الأفراد والحكومات والمؤسَّسات الدوليَّة أيضًا. وستواصل الكنيسة مساعدة هذه الشعوب في جميع القارات ودعم جماعاتها المحليَّة وجميع البشر ذوي الإرادة الطيِّبة، سيَّما في مجالي التربية والصحَّة. أعرف أنَّكم وبصفتكم ديبلوماسيين تدركون هذا الأمر وأنَّ للديبلوماسيَّة دورًا هامًا عليها أن تلعبه. وفي ختام كلمته، تمنَّى الحبر الأعظم للسفراء الجدد التوفيق في مهمَّتهم الجديدة.

هذا وكان كلُّ سفير قد تسلَّم نصَّ كلمة من البابا بندكتس السادس عشر. في كلمته إلى سفير رواندا تحدَّث الأب الأقدس عن الإحتفالات التي جرت العام الماضي لإحياء ذكرى الإبادة بهدف تذكير الروانديين والعالم أجمع بهذه المأساة الأليمة التي حصلت في عام 94 وتركت تمزُّقات عميقة في النسيج الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والعائلي في البلاد.

وأشار قداسته إلى أهميَّة العمل بلا كلل من أجل السَّلام والمصالحة، بهدف إعداد مستقبل هانئ للأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل،وذكَّر أيضًا بضرورة ضمان الحقوق الأساسيَّة للمواطنين وبأهميَّة العدالة المنصفة التي تخدم الحقيقة وتُبعد الخوف والإنتقام والإفلات من العقاب وعدم المساواة. ولا بدَّ من الأمل بأنَّ الجهود المبذولة لتطبيق عدالة مصلحة، ستخدم الوحدة الوطنيَّة وستحدِّد الخيارات السياسيَّة والإقتصاديَّة والإجتماعيَّة التي ستعزِّز بدورها تنمية مستديمة للبلاد وكرامة مسترَّدة لجميع سكَّانه ومزيدًا من الإستقرار لمنطقة البحيرات الكبرى.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.