2005-06-10 16:01:17

رئيس المجلس البابوي لوسائل الإتصالات الإجتماعيَّة: التفاهم بين الشعوب خير لا يستغنى عنه


عُقد اليوم في مقرِّ المجلس البابوي للإتصالات الإجتماعيَّة المؤتمر المسيحي العاشر حول الإنترنيت، وألقى المطران جون فولي رئيس المجلس مدخلة قال فيها إنَّ وسائل الإعلام، هذه الثقافة الجديدة، لا بدَّ من أن ترتكز إلى قيم تخدم الخير العام، يرشدها المبدأ الأخلاقي المتعلِّق باحترام الكرامة الإنسانيَّة. فباستطاعة وسائل الإعلام التأثير على الأشخاص وتكوين ذهنيتهم وآرائهم، وتشكِّل بالتالي إرثًا حقيقيًا للإنسانيَّة قادرًا على تعزيز النضوج الشخصي والثقافي والروحي. والتقدّم والتكنولوجيا سارا بسرعة كبيرة ولكنَّ الكنيسة عرفت أن تتلاءم مع هذا التبدّل وبقيت أمينة لذاتها ورسالتها.

وأضاف المطران فولي يقول:"إنَّ البابا يوحنا بولس الثاني قد وجَّه رسالة رسوليَّة في شهر شباط فبراير الفائت، للمسؤولين عن وسائل الإتصالات الإجتماعيَّة بعنوان "التطور السريع"، وشدَّد فيها على ضرورة إعادة اكتشاف مركزية الكائن البشري في هذا العصر الجديد. ومنذ المجمع الفاتيكاني الثاني وحتَّى يومنا هذا، تحدَّثت الكنيسة غير مرَّة عن ضرورة الحوار مع وسائل الإعلام مدركة أيضًا بأنَّ تطوَّرها يطرح علامات استفهام كثيرة. وفي الوقت عينه، تعترف الكنيسة بالإسهام الكبير الذي قدَّمته هذه الوسائل لنموِّ البشريَّة، ومن الخطأ عدم استخدام الوسائل التي وضعها التقدم التكنولوجي على أفضل وجه."

وأشار رئيس المجلس البابوي لوسائل الإتصالات الإجتماعيَّة إلى أنَّ الكنيسة تجد ذاتها أمام تحدٍّ كبير وتشعر بأنَّ من واجبها إيجاد انطلاقة جديدة، مذكِّرة بأهميَّة تنشئة العاملين في قطاع الإعلام، ليس الكاثوليك وحسب، كيما ترافق القدرات الهائلة لهذه الوسائل نضوج أشخاص قادرين على إحلال التناغم بين إيمانهم الخاص ولغات الإتصال الحديث، لبلوغ البشريَّة بأسرها.

وأضاف المطران فولي يقول:"الحقيقة والمحبَّة معياران لا يمثِّلان أيديولوجيَّة محدَّدة، إنَّما ينتميان إلى البشريَّة جمعاء، وهما حاجة ملَّحة في كلِّ بقعة من بقاع الأرض. والكنيسة تريد أن تطأ هذه العتبة التي تقود إلى عصر جديد، مقيَّمة الوسائل التي قدَّمها الله للإنسان والقادرة على إبقاء الحوار مفتوحًا بين البشر وأن تكون وسيلة معرفة وتفاهم متبادل وتضامن."

وختم رئيس المجلس البابوي لوسائل الإتصالات الإجتماعيَّة مداخلته مذكِّرًا بأنَّ التفاهم بين الشعوب خير لا يُستغنى عنه، وعلى البشر أن يكون صانعي سلام في العالم. والكنيسة تقف إلى جانبهم لهدم الجدران وبناء الجسور بدون التأثر بأحكام مسبَّقة، كيما تتوطَّد روابط الصداقة بين الشعوب، الأساسيَّة واللازمة من أجل تعايش سلمي.








All the contents on this site are copyrighted ©.