2005-06-09 11:04:23

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يتحدَّث عن المزمور المائة والعاشر


   أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والّنصف من قبل ظهر هذا الأربعاء مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس بالفاتيكان، وتابع فيها تعليمه حول صلوات المساء في الكنيسة مركّزاً على شرح المزمور المائة والعاشر الذي جاء فيه:"أَعتَرِفُ للربِّ بكلِّّ قلبي في مجلسِ المُستقيمينَ وفي الجماعة. أعمال الربِّ عظيمة...الربُّ رؤوفٌ رحيمٌ. أعطى الَّذينَ يتّقونَه غِذاءً...".

   نُلاقي ونحن ننشد تسبيح الشكران هذا، قال البابا في تعليمه، عبارات عديدة تصوّر لنا الله في كلّ صفات جبروته وأعمال خلاصه: من الرّحمة، إلى الحنان، فالعدل والسلطات والحقيقة والاستقامة والأمانة والعهد. فنشيد صلاتنا لله يحمل تأمّلاً عميقاً بسرّه وبأعماله العظيمة في تاريخ خلاصنا.

   تُفتتح آيات المزمور المائة والعاشرة بالاعتراف للرّب المرتفع من قلب المُصلّي وكلّ الجماعة المؤمنة، وأعمال الرّب تُظهر عدلَهُ الذي هو محبّةٌ تولِّدُ الخلاص.

   لُبُّ هذا المزمور، أضاف الأب الأقدس، يتحوّل إلى نشيد للعهد بين الله والإنسان، فإلهنا المستقيم "ذَكَرَ إلى الأبدِ ميثاقَهُ". "الرّحمة" هي النعمة التي تغمر المؤمن بالحنان  "كالمرأة التي لا تنسى مُرْضَعَها وترحم ابن بطنها"، على ما جاء في كتاب نبوءة أشعيا.

   إنّ رابط الحب هذا يتضمّن عطيّة أساسيّة هي الغذاء، أي الحياة، والغذاءُ الإلهي بمنظورنا المسيحي هو خبز الإفخارستيا، القربان المقدّس. والعطيّة الأخرى هي ميراث الأمم التي تذكّرنا بخروج الشعب المختار إلى العبوديّة على يد الله المحرِّر والمنقذ الذي أرسل الفداء لشعبه وأوصى إلى الأبد بميثاقه.

   ويُطبع المزمور المائة والعاشر في نهايته باسم الرّب القدّوس والمرهوب، ويدعو من خلاله صاحب المزامير كلّ مؤمن إلى مخافة الرّب، أسمى الحِكَم، لأنّ مخافة الرّب لا تعني الرّعب والخوف، بل الاحترام الجدّي والصادق له... "إنَّ رأس الحكمة مخافة الرّب"... والحبّ الكامل لا يصحبه العقاب بل الخلاص.

   وبعد أن أوجز قداسة البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي حول المزمور المائة والعاشر، بلغات عديدة، وجّه تحياته إلى وفود المؤمنين وخصّ بالذكر رئيس أساقفة لفيف للروم الكاثوليك في أوكرانيا الكردينال لوبومير هوسار وأساقفة كنيسته الحاضرين في المقابلة العامّة، مُتمنياً لهم كلّ خير، بعدها خصّ بتحيّته أيضاً الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد. قال قداسته:"أعزائي الشبيبة فليكن بعونكم قلب يسوع الغني بالمراحم وقلب مريم المليء بالحنان، وكذلك أنتم المرضى لتستسلموا إلى العناية الإلهيّة، وأنتم الأزواج الجدد لتعيشوا اتحادكم العائلي بصبر وتفاهم وتضحية متبادلة."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.