2005-06-05 12:18:58

في صلاة التبشير الملائكي قداسة البابا يتحدّث عن عيد قلب يسوع ويوجّه نداءً لإطلاق سراح الرهينة الإيطالية في أفغانستان


   أطلّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر هذا الأحد من على نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان لتلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وجميع من استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون.

   ذكّر البابا في مستهلّ كلمته بأن الكنيسة قد احتفلت يوم الجمعة الماضي بعيد قلب يسوع الأقدس، وهي عبادة متجذّرة بعمق لدى الشعب المسيحي. ففي مفهوم الكتاب المقدّس، أضاف البابا، يدلّ القلب على مركزيّة الإنسان، وهو حافظ أحاسيسه ونواياه. ففي قلب يسوع الفادي، نحن نعبد محبّة الله للبشريّة، وإرادته بالخلاص الشامل، ومراحمه اللاّمتناهية. إنّ رفع الإكرام لقلب يسوع الأقدس، يعني عبادة هذا القلب بعد أن أحبّنا حتّى الغاية، إذ طُعِنَ بحربة وسال منه من أعلى الصّليب دمٌ وماءٌ، كمَعين لا ينضب بالحياة الجديدة.

   إنّ عيد قلب يسوع الأقدس، أضاف البابا، كان أيضاً اليوم العالمي لتقديس الكهنة، وهي مناسبة هامّة للصلاة من أجل هؤلاء الكهنة كيما يحافظوا على أمانتهم لمحبّة المسيح. لقد تعبّد بعمق لقلب يسوع، الطوباوي جوفانّي باتّيستا سكالابريني الأسقف وشفيع المهاجرين الذي احتفلنا في الأوّل من حزيران يونيو الجاري بالذكرى المئويّة الأولى لوفاته. لقد أسّس مرسلي ومرسلان القديس كارلو بورّوميو، المعروفين باسم "السكالابرينيان"، من أجل نشر كلمة الإنجيل بين المهاجرين الإيطاليّين. وبتذكّري هذا الأسقف العظيم، أضاف البابا، يحملني فكري إلى أولئك الذين يعيشون بعيداً عن أوطانهم، وبنوع خاص العائلات، وأتمنّى أن يلتقوا على الدوام وجوهاً صديقة وقلوباً مضيافة، قادرة على مساعدتهم لتخطّي صعاب أيامنا الحاضرة.

   إنّ أكثر القلوب شبهاً بقلب يسوع المسيح، قال البابا، هو قلب مريم أمّه البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة. وتجاوباً مع النداء الذي وجّهته لنا عذراء فاطمة، نُكرّس لقلبها الطاهر العالم بأسره، ليعيش اختبار حبّ الله الرّحيم ويعرف السلام الحقيقي.

   بعد صلاة التبشير الملائكي توّجه البابا إلى المؤمنين بكلمة عبّر فيها عن قلقه حيال ما يحصل من توتّرات سياسيّة واجتماعيّة في العالم يُمكنها أن تؤدي أحياناً كثيرة لاندلاع صراعات خطيرة، وخصّ قداسته بالذكر بوليفيا التي تجتاز ظروفاً صعبة، ودعا الجميع للصلاة من أجل هذه الأمّة العزيزة سائلاً شفاعة العذراء كيما تستكين الظروف ويبحث الجميع عن الخير، وحسّ المسؤوليّة والحوار المنفتح والمتسقيم.

   كما وجّه البابا نداءً حارّا من أجل إطلاق المتطوّعة الإيطاليّة كليمينتينا كانتوني المختطفة في أفغانستان، والتي يحثّنا اختبارها الأليم الذي تعيشه على البحث بكل الوسائل السلميّة والأخويّة عن تفاهم بين الأفراد والأمم.

   ثمّ ذكّر البابا بأن العالم يحتفل اليوم باليوم العالمي للبيئة حول موضع:"العلاقة بين الرياضة والطبيعة"، كما حيَّ فريقاً من حركة فوكولاي المشاركين في مؤتمر حول خدمة الرعيّة، وطلب منهم أن يكونوا علامات حيّة ليسوع المسيح وسط جماعاتهم ومجالات حياتهم. وبعد أن حيّا بلغات عديدة وفود المؤمنين المحتشدين في السّاحة، منح الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.