2005-06-02 16:06:15

رسالة قداسة البابا إلى الكاردينال توران موفده الخاص إلى لقاء تعقده هيئة اليونسكو بمناسبة الذكرى السنوية 25 لزيارة يوحنا بولس الثاني


وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى نيافة الكاردينال جان لوي توران، المسؤول عن أرشيف ومكتبة الكنيسة الرومانية المقدّسة، الذي مثّله في اجتماع عُقد صباح اليوم الخميس في مقرّ اليونسكو في باريس بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للزيارة التي قام بها السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني إلى مقرّ الهيئة الأممية.  ويُعقد اللقاء حول موضوع "ثقافة، عقل وحرية".

استهلّ الحبر الأعظم رسالته سائلاً الكاردينال توران أن يبلغ تحياته الحارة إلى جميع المشاركين في اللقاء إحياءً لذكرى زيارة البابا فويتيوا، في الثاني من حزيران يونيو من عام 1980.  وكتب الحبر الأعظم يقول: أودّ أن أخصَّ بالتحية السيد كويشيرو ماتسورا، المدير العام لهيئة اليونسكو وجميع المسؤولين فيها، متذكّراً أن الهيئة الأممية تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الستين على تأسيسها.

وتابع بندكتس السادس عشر يقول: إننا نشعر اليوم بعرفان الجميل حيال السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، الذي سطّر دائماً في تعاليمه مركزية الكائن البشري وكرامته، مصدر حقوقه التي لا يُمكن المساس بها.  لخمس وعشرين سنة خلت أكد يوحنا بولس الثاني، خلال زيارته مقرّ هيئة اليونسكو، أن الإنسان هو محور كلّ ثقافة، داعياً الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم وقال: "باشروا ببناء أسس السلام، وهي احترام جميع حقوق الإنسان، تلك المرتبطة بالبعد المادي والاقتصادي، وتلك المتعلّقة بالناحية الروحية لكيان الإنسان".

ومضى الحبر الأعظم إلى القول: إن إعلان بشرى الإنجيل المحرِّرة على كلّ إنسان هو تحد مستمر بالنسبة إلى الكنيسة.  إن هذه الرسالة التي أوكلها الربّ إلى كنيسته، دفعت الكرسي الرسولي على المشاركة في نشاطات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة من خلال اعتماد مراقب دائم لها لدى الهيئة الأممية.  والكنيسة الكاثوليكية ـ كتب البابا في رسالته ـ لم توفّر أي جهد يصب في خير الإنسان، في جميع أبعاد وجوده.

ففي عالم يخضع لمتطلبات عولمة العلاقات الاقتصادية ووسائل الإعلام ينبغي أن نسعى إلى إلقاء الضوء باستمرار على أهمية احترام حقوق الإنسان، وبينها الحقّ في التربية والثقافة، سيما في البلدان الأشدّ فقراً.  ففي عالم ينبغي أن يتعلّم فيه الإنسان كيفية احترام أخيه الإنسان، تريد الكنيسة أن تقدّم إسهامها من أجل خدمة العائلة البشرية، ملقية الضوء على العلاقة التي تربط كلّ كائن بشري بخالقه وواهب الحياة، والتي تشكّل أساساً لكرامة الإنسان التي لا يُمكن المساس بها، منذ اللحظة الأولى لتكوين الكائن البشري ولغاية موته الطبيعي.

وحثّ قداسة البابا في ختام رسالته الجامعيين والمعلّمين على وضع أنفسهم في خدمة الحقيقة، ودعا جميع المشاركين في اللقاء إلى وضع "سياسة ثقافية" تهدف إلى حماية الهويات الثقافية، التي غالباً ما تهدّدها العلاقات بين مختلف القوى الاقتصادية والسياسية.  هذا ثم منح الحبر الأعظم الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.