2005-05-30 15:36:50

الجمعيَّة العامَّة 54 لمجلس أساقفة إيطاليا تبدأ أعمالها في الفاتيكان

مداخلة الكردينال كاميلو رويني


بدأت اليوم في قاعة السينودس بالفاتيكان لتنتهي غدًا الثلاثاء أعمال الجمعيَّة العامَّة 54 لمجلس أساقفة إيطاليا بمداخلة للكردينال كاميلو رويني، رئيس المجلس، استهلَّها بتذكار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني واصفًا إيَّاه برجل الله والبابا العظيم الذي أظهر بحياته ومماته أنَّ الإنسان "هو الطريق الأوَّل والأساسي للكنيسة." كان البابا فويتيوا وسيبقى الشاهد الكبير ليسوع المسيح ومرسل الإيمان: فرحلاته العديدة في إيطاليا والعالم تعبير واضح عن شغفه الكبير بالبشارة.

وقال منذ بداية حبريَّته: وحدها المحبَّة تبني"، ودعا دومًا إلى السَّلام ورفع صوته غير مرَّة لضمان رجاء حياة لفقراء الأرض، والدفاع بشجاعة عن كرامة كلِّ كائن بشريّ منذ الحبل به وحتَّى موته الطبيعي، وحماية العائلة، وكان شاهدًا حقيقيًا للرحمة الإلهيَّة التي كرَّس لها رسالة عامَّة. وقد التزم لصالح وحدة المسيحيين وقدَّم إسهامًا كبيرًا في وحدة أوروبا.

وأضاف الكردينال رويني يقول:"إنَّ عظات البابا الحالي بندكتس السادس عشر منذ بداية حبريَّته تشكِّل غذاء لحياة الكنيسة ورسالتها." وذكَّر نيافته ببعض كلماته حين كان كردينالاً:"نحتاج إلى أناس ينعمون النَّظر بالله، متعلِّمين الإنسانيَّة الحقَّة."

وانتقل رئيس مجلس أساقفة إيطاليا ليتحدَّث عن المواعيد الهامَّة التي تنتظر الكنيسة الإيطاليَّة وبينها الأسابيع الإجتماعيَّة للإيطاليين الكاثوليك المرتقبة في بولونيا في تشرين الأوَّل أكتوبر المقبل واليوم العالمي للشباب في كولونيا من السادس عشر وحتَّى الحادي والعشرين من آب أغسطس القادم. كما ذكَّر بالأحداث الكنسيَّة التي جرت، آخرها المؤتمر القرباني الوطني في باري الذي انتهى أمس الأحد بقدَّاس إلهيٍّ ترأسه البابا بندكتس السادس عشر.

وتحدَّث الكردينال رويني بعدها عن الأوضاع الراهنة في إيطاليا والمستجدَّة على الساحة الدوليَّة، عائدًا بالذاكرة إلى أوَّل خطاب لقداسة البابا إلى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي في الخامس والعشرين من الجاري حين تحدَّث الأب الأقدس عن أهميَّة الدفاع عن قضيَّة السَّلام وتنمية العدالة والأخوَّة والغفران المتبادل، عبر تخطَّي تجربة التصادم بين حضارات وإتنيَّات مختلفة، والإنتهال من الإرث الروحي والثقافي لكلِّ شعب القيم الأفضل لملاقاة الآخَر بلا خوف.

ثمَّ تطرَّق الكردينال رويني إلى سلسلة الهجمات وأعمال العنف في العراق وانتخابات الثلاثين من يناير كانون الثاني الماضي وتشكيل الحكومة العراقيَّة الجديدة، لينتقل إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بدءًا بالأرض المقدَّسة التي تبقى، على حدِّ تعبيره، المفتاح الرئيس لفتح الباب أمام تنامي السَّلام. فمنذ الإنتخابات الرئاسيَّة في التاسع من يناير كانون الثاني في الأراضي الفلسطينيَّة، قال نيافته، والتبدلات التي شهدتها الحكومة الإسرائيليَّة، استؤنف الحوار بين الطرفين وتمَّ تحقيق خطوات جديدة. وفي هذه البقعة، لا بدَّ من التزام دوليّ لتحقيق مسيرة السَّلام.

وانتقل رئيس مجلس أساقفة إيطاليا للحديث عن لبنان ومقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وانسحاب القوات السوريَّة من الأراضي اللبنانيَّة آملاً بأنْ يجد هذا البلد مستقبل حريَّة واستقلال في المصالحة الوطنيَّة. وتحدَّث نيافته أيضًا عن مقتل الصحافي الإيطالي أنزو بالدوني في العراق وعنصر المخابرات العسكريَّة نيكولا كالايباري جرَّاء خطأ مأساوي ارتكبته القوات الأمريكيَّة. وأشار أيضًا إلى خطف الإيطاليَّة كليمنتينا كانتوني في أفغانستان حيث الإرهاب يهدِّد أكثر فأكثر. ولم ينس القارَّة الأفريقيَّة والآلام التي تعاني منها سيَّما في إقليم دارفور بالسودان.

وتحدَّث رئيس مجلس أساقفة إيطاليا في ختام مداخلته عن الشؤون الداخليَّة في إيطاليا ومن بينها الإستفتاء المرتقب حول الإخصاب الإصطناعي وكان دعا سابقًا إلى مقاطعته، وقال:"لسنا ضدَّ العلم وإنجازاته، ولكن، نريد أنْ يكون العلم في خدمة الخير الكامل للإنسان، فالمسألة لا تتعلَّق بعرقلة مسيرة العلم، إنَّما بتوجيهها بطريقة لا تُنسى فيها قمية وكرامة كلِّ كائن بشري." 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.