2005-05-23 18:34:02

رسالة قداسة البابا إلى أساقفة إسبانيا بمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس


   بمناسبة الحجّ الوطني الذي قام به أساقفة إسبانيا الكاثوليك إلى معبد سيّدة بيلار في ساراغوتسا لإحياء الذكرى السنوية المائة والخمسين على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس وتجديد تكريس ا لأمّة الإسبانيّة إلى قلب مريم الطاهر، وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى أساقفة وأبناء إسبانيا الكاثوليك ضمّنها نظرته التأملية العميقة لحياة مريم التي تدخل في إطار دعوة جميع المسيحيّين إلى القداسة.

   مع تلاقي السنة القربانيّة بسنة الحبل بلا دنس، كتب البابا في رسالته، نستطيع في مدرسة مريم أن نفهم المسيح بطريقة أفضل. فبتأمّلها "كامرأة قربانية"، ترافقنا إلى لقاء ابنها الماكث معنا "كلّ يوم وحتّى منتهى الدهور"، وخصوصاً في سرّ القربان المقدّس.

   إن صورة العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة تعكس لنا رحمة الله الآب. فولادتها بدون دنس الخطيئة الأصليّة جعلتها قادرة على الغفران لجميع من تخلّوا عن ابنها يسوع تحت أقدام صليبه. وكمحامية لنا تساعدنا مريم في كلّ ما نحتاجه وتشفع بنا أمام ابنها كما فعلت في عرس قانا الجليل:"ليس لديهم خمر"، وكلّها ثقة بأن قلبه الحنون سيُلبّي السؤال، فقالت للخدم:"اصنعوا ما يأمركم به"... وهي تردّد هذا الأمر على مسامعنا أيضاً لنختبر ونتذوّق طيبة الرّب وحنانه...

   وبعد أن تحدّث عن ترعرع يسوع في ربوع العائلة المقدّسة في الناصرة، سطّر البابا أهميّة العائلة البشريّة التي تحقّق دعوتها الإنسانيّة والمسيحيّة في مناخ المحبّة والاحترام والتفاهم والعون المتبادل بين جميع أفرادها. لذا إن الكائن البشري الذي يولد وينمو ويتربّى في حضن العائلة، يستطيع السير في سبيل الخير دون الضياع في غياهب الأيديولوجيّات التي تُلغي الإنسان.

   ثمّ سطّر البابا في رسالته عزم الكنيسة الكاثوليكيّة في إسبانيا السير قدماً في مشروع البشارة الجديدة بالإنجيل لأنّ نقل الإيمان والممارسة الدينيّة لا يُمكن حدّهما في "البعد الشخصي الخاص" للإنسان... وتمنى أن تحترم الحريّة الدينيّة وحريّة الضمير لدى كلّ إنسان.

   وأوصى قداسته في ختام رسالته أساقفة إسبانيا في المرحلة الدقيقة التي تجتازها البلاد، بالنظر إلى مريم التي دخل الله من خلالها إلى التاريخ، وإعادة تكريس الأمّة لقلب مريم الطاهر فيتمكّن الجميع من بناء "حضارة المحبّة". فالمسيح لم يأتِ ليُدين العالم بل ليمنحه الخلاص والحياة.








All the contents on this site are copyrighted ©.