البابا يستقبل رئيس وزراء جمهورية مقدونيا: السلام والأخوة عاملان لا يمكن الاستغناء عنهما لبناء مجتمع يحترم كرامة كلّ إنسان وكلّ الإنسان

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان رئيس وزراء جمهورية مقدونيا السيد فلادو بوكوفسكي، عقيلته والوفد المرافق.  وجّه الحبر الأعظم لضيفه كلمة استهلها مرحباً به ومعرباً عن سروره الكبير لاستقباله في الفاتيكان، تزامناً مع الاحتفال بعيد القديسين كيريلّوس وميتوديوس. 

وتابع البابا يقول: عندما تسلّمت أوراق اعتماد سفير مقدونيا الجديد لدى الكرسي الرسولي لأيام قليلة خلت، سطّرت التأثير الكبير الذي تركه هذان القديسان، مبشّرا الشعوب السلافية، على تقاليد الشعب المقدوني وثقافته، فقد ترك نشاطهما الإنساني والمسيحي أثراً عميقاً في تاريخ بلادكم.  وتشكل زيارة الحجّ التي تقومون بها كلّ عام إلى ضريح القديس كيريلّوس مناسبة ملائمة للعودة إلى جذوركم التاريخية. 

ومضى الحبر الأعظم إلى القول: إن القديسين كيريلّوس وميتوديوس اللذين حملا بشرى الإنجيل إلى الشعوب السلافية، وضعا أسس ثقافة مسيحية أصيلة، وعملا في الوقت نفسه على خلق الظروف الملائمة لإحلال السلام بين مختلف الشعوب.  إن قيمتَي السلام والأخوة، اللتين دافع عنهما شفيعا أوروبا كيريلوس وميتودويس، إضافة إلى القديس بندكتس (مبارك)، بلا كلل أو تعب، تشكلان عاملَين لا يُمكن الاستغناء عنهما لبناء مجتمع مرتكز إلى التضامن، يحترم كرامة كلّ إنسان وكلّ الإنسان.

إني لواثق، تابع بندكتس السادس عشر يقول، بأن بناء مجتمعات تحترم الخير العام، يتطلّب البحث في الإنجيل عن جذور القيم المشتركة بين مختلف الشعوب تماماً كما فعل القديسان كيريلّوس وميتوديوس.  وهذه هي رغبة الكنيسة الكاثوليكية التي تريد أن تكون شاهدة على كلمات يسوع المسيح، كلمات المحبة والرجاء، كلمات الحياة التي شكّلت مصدر إيحاء، خلال العصور الغابرة، بالنسبة إلى العديد من الشهداء المسيحيين. 

وختم قداسة البابا كلمته إلى رئيس وزراء مقدونيا يقول: إني آمل بأن تساهم زيارة حجّكم في إبقاء هذه المثل الإنسانية والمسيحية حية في المجتمع المقدوني، وأصلي كيما تنفتح بلادكم على أوروبا بثقة، وتقدّم إسهاماً قيماً في بناء مستقبل القارة، مرتكزة إلى إرثها الديني والثقافي الذي لا يقدّر بثمن.   هذا وأكّد الحبر الأعظم أنه يرفع الصلوات إلى الله القدير من أجل الشعب المقدوني، ثم منح السيد بوكوفسكي ومواطنيه فيض بركاته الرسولية.