2005-05-20 16:15:20

كلمة البابا بندكتس السادس عشر بعد عرض فيلم "كارول: رجل أصبح بابا" مساء أمس في الفاتيكان


عُرض مساء أمس في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان فيلم بعنوان "كارول: رجل أصبح بابا"، يروي سيرة حياة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لغاية انتخابه حبراً أعظم.  جرى العرض بحضور قداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر، وفي ختامه وجّه قداسته كلمة إلى الحاضرين قال فيها: أود أن أعرب عن شكري الكبير لكل من ساهموا في إنجاز هذا العمل السينمائي الذي يصوّر أهم مراحل حياة الشاب كارول فويتيوا لغاية انتخابه حبراً أعظم، واختياره اسم يوحنا بولس الثاني.

       وقال قداسته إن الجزء الأول من الفيلم يلقي الضوء على ما حصل في بولندا خلال الاحتلال النازي، والاضطهاد الذي تعرّض إليه البولنديون وعمليات الإبادة التي ذهبت ضحيتها الجماعة اليهودية.  إنها جرائم فظيعة ـ قال البابا ـ عكست الشرّ الذي كانت تجسّده الأيديولوجية النازية.  وأمام أعمال العنف والآلام الكثيرة، قرر كارول الشاب أن يأخذ منحى جديداً لحياته، مستجيباً بذلك للدعوة الإلهية إلى الكهنوت.

       إن عرض هذا الفيلم، قال الحبر الأعظم، يأتي بعد أيام قليلة على الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية.  ففي الثامن من أيار مايو من عام 1945، انتهت هذه المأساة الكبيرة التي زرعت في أوروبا والعالم الموت والدمار.  وكان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قد وصف الحرب العالمية الثانية بأنها "انتحار للبشرية".  ففي كل مرة ـ قال بندكتس السادس عشر ـ تدوس فيها أيديولوجيات توتاليتارية الإنسان، يهدد الخطر البشرية كلّها.  ويجب ألا تُمّحى هذه الذكرى الأليمة من أذهاننا بل ينبغي إن تشكّل درساً لنا وللأجيال القادمة.  ومن واجبنا أن نذكّر الأجيال الفتية بنوع خاص بما يمكن أن يؤول إليه احتقار الإنسان وانتهاك حقوقه.

       ومضى قداسة البابا إلى القول: كيف يُمكننا ألا نقرأ ـ على ضوء مخطط العناية الإلهية ـ انتخاب حبر أعظم ألماني خلفاً لحبر بولندي؟  فقد اختبر هذان الحبران في صباهما همجية الحرب العالمية الثانية، والعنف الأعمى الذي ارتكبه رجال بحقّ رجال آخرين، وشعوب بحق شعوب أخرى.  وأضاف قداسته يقول: ما تزال حية في الأذهان الرسالة التي سلّمها الأساقفة البولنديون إلى أساقفة ألمانيا خلال أعمال المجمع المسكوني الفاتيكان الثاني في روما، وقد كتبوا فيها يقولون: "إننا نغفر ونطلب المغفرة".  وقد ذكّرتُ في عظتي يوم الأحد الماضي، عندما منحت السيامة الكهنوتية واحداً وعشرين شماساً، بأن العالم لن يتحسّن إن لم ننتصر على الشر، والشر يمكن الانتصار عليه بواسطة الغفران فقط.  وكان السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني يقول: "الغفران هو قوة الله، قوة المسيح الذي يعمل بواسطة البشر".  فالسلام، قال بندكتس السادس عشر، هو قبل كلّ شيء عطية من الله الذي يزرع في قلب من يقبله مشاعر المحبة والتضامن.

       وتابع قداسة البابا يقول: أتمنى أن تساهم الشهادة التي قدّمها البابا يوحنا بولس الثاني، والتي يصوّرها هذا الإنتاج السينمائي، في حمل الجميع على العمل من أجل السلام في أوروبا والعالم بأسره، كلّ حسب طاقاته وإمكانياته.  وإني أوكل أمنيات السلام التي نحملها كلنا في قولبنا إلى العذراء مريم، التي نُكرّمها بنوع خاص خلال شهر أيار مايو.  وختم قداسته سائلاً والدة الله القديسة، ملكة السلام، أن تدعم جهود كلّ من يسعى إلى بناء السلام الحقيقي المرتكز إلى أسس الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة.  ثم منح قداسته الجميع بركاته الرسولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.