2005-05-17 15:42:22

وارصو: أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول يؤكد التزام الكرسي الرسولي في بناء البيت الأوروبي المشترك


ألقى أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران جوفاني لايولو مداخلة خلال أعمال قمة المجلس الأوروبي في وارصو بحضور رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في المجلس.  وبعد أن بلّغ المشاركين في القمة تحيات قداسة البابا بندكتس السادس عشر، استهل المطران لايولو مداخلته متحدثاً عن الوحدة والقيم الأوروبية، وقال إن السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر سطّر في عام 1945 أهمية بناء "أوروبا جديدة" ترتكز إلى أسس احترام كرامة الإنسان ومبدأ المساواة بين حقوق جميع الشعوب وجميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة.  وكان البابوان الراحلان بولس السادس ويوحنا بولس الثاني قد التزما أيضاً في تحقيق هذا الهدف.

وتابع سيادته يقول: يُمكن أن تصبح أوروبا عاملاً للدفاع عن السلام والحضارة في العالم، شرط أن تحركها قيم أساسية هي: تعزيز كرامة الكائن البشري وحقوقه الأساسية، سيما الحق في حرية الضمير والحقوق الدينية؛ البحث عن الخير المشترك بروح من التضامن؛ احترام الهويات الوطنية والثقافية.  ولهذا السبب، قال المطران لايولو، لا يُمكن ألا تعترف الدول الأوروبية بالإسهام الذي قدّمته الديانة المسيحية في تاريخ أوروبا، على الأصعدة الثقافية، الدينية والإنسانية.

ومضى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى القول: تواجه أوروبا اليوم تحديات عديدة، بينها بعض المشاكل الموروثة عن القرن العشرين، كالتهديد النووي، وبروز تيارات أصولية دينية وسياسية، ظاهرة الهجرة، وانعدام الاستقرار في بعض المناطق الأوروبية، شأن البوسنة والهرسك والكوسوفو.  والكنيسة الكاثوليكية مستعدة لبذل كل جهد ممكن بهدف إيجاد حلول ملائمة لهذه المشاكل.  والكنيسة مقتنعة كلّ الاقتناع بأن الرسالة الأخوية التي يعطينا إياها الإنجيل، النشاط الخيري للمنظّمات الكاثوليكية، الالتزام في الحوار المسكوني، والحوار بين الأديان عوامل تساهم في تعزيز الحوار السياسي والديني والثقافي من أجل بلوغ الأهداف المرجوة.  وعاد المطران لايولو ليؤكّد في ختام مداخلته التزام الكرسي الرسولي التام في التعاون المستمر مع جميع الهيئات والمنظمات الأوروبية، من أجل متابعة بناء البيت الأوروبي المشترك.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.